الثقافية - أحمد الجروان:
انطلقت أولى لبنات الأندية الأدبية السعودية في العام 1975م، عقب لقاء جمع الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام للرئاسة العامة لرعاية الشباب السعودي في ذلك الوقت، مع عدد من الأدباء والمثقفين من مناطق المملكة العربية السعودية، للتباحث في شأن صيغة مؤسسية لتفعيل الثقافة ورعايتها، اقترح الأديب عزيز ضياء فكرة إنشاء أندية أدبية في المدن السعودية الكبيرة، وقد بارك سموه هذه الفكرة، وأيدها الحاضرون، بعد الاجتماع بأيام صدرت الموافقة على إنشاء أندية أدبية في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض وجدة والطائف وجازان.
وانتقلت المؤسسات الثقافية الأدبية ومنها الأندية الأدبية من الرئاسة العامة لرعاية الشباب السعودي إلى وزارة الثقافة والإعلام السعودية في عام 1426هـ.
والأندية الأدبية التي تواصل أنشطتها الثقافية هي: (نادي أبها الأدبي - نادي الأحساء الأدبي - نادي الباحة الأدبي - نادي الجوف الأدبي - نادي الحدود الشمالية الأدبي - نادي الرياض الأدبي - نادي الطائف الأدبي - نادي القصيم الأدبي - نادي المدينة المنورة الأدبي - نادي المنطقة الشرقية الأدبي - نادي تبوك الأدبي - نادي جازان الأدبي - نادي جدة الأدبي - نادي حائل الأدبي - نادي مكة الأدبي - نادي نجران الأدبي)، ووصل عدد الأندية الأدبية في المملكة إلى 16 نادياً أدبياً.
وفي العام 2019م صدر قرار مجلس الوزراء بنقل المهمات والنشاطات المتصلة بالثقافة إلى وزارة الثقافة وعلى أثر هذا القرار نُقلت جميع أنشطة الأندية الأدبية إلى وزارة الثقافة.
وكانت الأندية الأدبية بمناشطها وفعالياتها المتعددة، من محاضرات وندوات وحلقات نقاش، وإصدارات متنوعة من أهم الروافد المؤسسية للأدب والأدباء في المملكة، كما أقامت الأندية الأدبية العديد من الملتقيات والمهرجانات المهمة في تاريخ الأدب السعودي، وأسهمت في إظهار المواهب الأدبية، وأفسحت المجال أمام العديد من الأدباء والمفكرين لعقد العديد من اللقاءات التعريفية الهادفة لإثراء المحتوى الثقافي السعودي، كما لفتت الاهتمام إلى دور الأدب في نهوض المجتمعات.
تمكين الإبداع
وسلكت الأندية الأدبية مسلك المؤسسات الأهلية والملتقيات في تقديم حقائب تدريبية لسد الاحتياج المتزايد في الدورات المتخصصة في الكتابة الإبداعية وصناعة المحتوى الأدبي والترجمة، حيث قدم النادي الأدبي بالرياض فعالية منبرية لاقت إقبالاً متواضعاً مقابل الدورات وورش العمل التي أقامها النادي وشهدت حضوراً كبيراً، وعقد النادي الأدبي بحائل ملتقى عن الترجمة البناء الثقافي، كما عقدت الأندية الأدبية في المدن الأخرى دورات وورش عمل مشابهة متخصصة في المحتوى الإبداعي والترجمة والفنون.
مناشط ثقافية متنوعة
ولم يقتصر عمل الأندية على المحاضرات والندوات والملتقيات، بل تعدى ذلك إلى تفعيل أنشطة فنية وحركية، وكان أهم تلك الروافد نادي الفنون الشعبية الذي تأسس في الأحساء عام 1391هـ، وضم قسماً للموسيقى والمسرح والفنون التشكيلية والثقافية والشعبية، وتحول هذا النادي فيما بعد إلى «جمعية الفنون الشعبية» عام 1392هـ، وانضم إلى الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون كأول فرع للمركز الرئيسي بالرياض عام 1949هـ، وقد تأسس النادي الشعبي على يد مجموعة من فناني الأحساء في ذلك الوقت.
قصة مهرجان
انبثقت فكرة المهرجان السينمائي في السعودية من نادي المنطقة الشرقية الأدبي عام 2005م حين قرر مدير النادي الشاعر أحمد الملا البدء بعض أفلام سينمائية في مقر النادي بالدمام، مما أثار شيئاً من الجدل المجتمعي، وفي عام 2008م اقترح الملا إقامة مهرجان للأفلام السعودية، والذي انطلق في الدمام تحت عنوان «مسابقة أفلام السعودية» مع التحفظ على ذكر كلمة «السينما» في عنوان المهرجان، وقت تم خفض سقف قبول المشاركات، بالنظر إلى أنها مسابقة أولى تهدف إلى جذب أكبر عدد من صناع الأفلام المبتدئين، ورفع الحواجز عن محاولاتهم الأولى.
احتفاء المثقفين
وعززت الأندية الأدبية السعودية مساهماتها الحضورية في الاحتفاء بالأدباء والمثقفين، بتقديم العديد من الجوائز لنخبة المثقفين السعوديين والعرب، ففي عام 2019م كرّم النادي الأدبي بالطائف الأديب والشاعر التربوي علي بن حسن العباد أحد مؤسسي نادي الطائف الأدبي وقاد رئاسة النادي لأكثر من 30 عاماً، وفي العام نفسه في شهر نوفمبر أقام النادي الأدبي في الرياض فعالية لتكريم الدكتور عبدالعزيز السبيل برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، وتحتفي الأندية الأدبية في المدن السعودية بكل عام بالعديد من التكريمات للمثقفين والفنانين والصحافيين وغيرهم ممن ساهموا في إحداث نقلة نوعية في الثقافة السعودية خاصة والعربية عامة.