الثقافية - علي القحطاني:
شارك الأستاذ علي خضران القرني مسيرة تأسيس النادي الأدبي بالطائف و عضوية مجلس الإدارة لسنوات طويلة وكُلّف خلالها نائبا للرئيس ، وقد خدم الثقافة والأدب في الطائف قدر استطاعته في ظل الإمكانات المتاحة آنذاك من الناحيتين المالية والنظامية ، وقد أثمرت تلك الفترة بطباعة كثير من الكتب الأدبية والثقافية المتنوعة وتفعيل الأنشطة والبرامج واللقاءات الثقافية المتعددة و أتاحت الفرصة في المشاركة لأفراد المجتمع من المثقفين والمثقفات في أنشطة النادي وطباعة النتاج الإبداعي ، وكانت صحيفة الجزيرة الثقافية قد أعدّت ملفا متكاملا عن الأستاذ علي خضران القرني ضمن سلسلة الصحيفة الاحتفالية برواد الثقافة والأدب في المملكة وتجدد «الثقافية» اللقاء معه للحديث عن مقالاته المبكرة الذي نشرها في صحافة الأفراد مع الشيخين حمد الجاسر وعبدالقدوس الأنصاري واهتمامه بكل ما يتعلق بأدب الطائف و أول مقالة كتبها الأستاذ القرني نُشرت في عام 1376هـ /1956م في مجلة «اليمامة» لصاحبها ورئيس تحريرها آنذاك الشيخ حمد الجاسر ، وتنوعت مشاركاته ما بين اجتماعية وأدبية وشعرية وقصصية ،وعُرف عنه اهتمامه المبكر بالكتابة عن ازدهار الحركة الأدبية والثقافية بالطائف وأعلامها وكتب عنها منذ بداية الثمانينات الهجرية في مجلة «المنهل» لصاحبها عبد القدوس الأنصاري مقالة بعنوان: (تعريفات وجيزة بأدباء شباب الطائف) وكانت نواة فيما بعد لإصدار كتابه المعجمي (من أدباء الطائف المعاصرين) كما تحدث للثقافية عن قيامه تطوعا دون مقابل بطباعة وإخراج «كتاب علماء نجد» للشيخ عبدالله البسام عندما كان رئيسا لمحكمة الطائف الكبرى في الثمانينات الهجرية، وختم الأستاذ علي القرني لقاءه بأنه يفكر في تدوين مذكراته الشخصية
أول مقالة
* ما عنوان أول مقالة نشرتها وفي أي جريدة أو مجلة وما تاريخها؟
- أول مقالة نشرتها كانت عام 1376هـ بعنوان (لنا آمال عسى أن تتحقق) نشرت في مجلة اليمامة الأسبوعية في عهد صحافة الأفراد لصاحبها ورئيس تحريرها آنذاك العلامة المؤرِّخ الشيخ حمد الجاسر -رحمه الله - ثم توالت بعد ذلك مشاركاتي في صحف الوسطى والغربية ما بين اجتماعية وأدبية وشعرية وقصصية.
أدباء الطائف المعاصرون
* هل كانت مقالتك بعنوان (تعريفات وجيزة بأدباء شباب الطائف) المنشورة في مجلة المنهل بمثابة نواة لإصدار كتابك المعجمي (من أدباء الطائف المعاصرين)؟
- أصل فكرة هذه الموسوعة مشاركتي ببحث بعنوان (تعريفات وجيزة بأدباء شباب الطائف) عام 1388 هـ / 1968م بمجلة «المنهل» شاركت به في العدد السنوي الممتاز بطلب من رئيس تحريرها آنذاك الأديب الراحل عبد القدوس الأنصاري -رحمه الله - وبعد مضي عدة سنوات وملاحظتي ازدهار الحركة الأدبية والثقافية بالطائف؛ استحسنت إخراج موسوعة مصغرة تشتمل على تراجم لأدباء وأديبات الطائف مع نصوص من أعمالهم الأدبية وخرجت الطبعة الأولى من الموسوعة عام1410 هـ / 1980م محققة أهدافاً من أهمها الإسهام في النهضة الأدبية التي تعيشها بلادنا، وتوفير مرجع أدبي لا يستغنى عنه في مجاله حاضراً أو مستقبلاً، كما ألقت الضوء على كوكبة من الأدباء والأديبات بالطائف ونماذج لإبداعاتهم، وبعد مرور ما يقرب من (25) سنة من صدور الطبعة الأولى ونفادها وزيادة الطلب عليها ورغبة في الترجمة لجيل جديد من الأدباء والأديبات الذين ظهروا بالطائف رأيت إنجاز طبعة ثانية مزيدة ومنقحة ومطورة عن سابقتها وعملت على ذلك وصدرت الطبعة الثانية عام 1435 هـ / 2015 م بضعف عدد المترجم لهم في الطبعة الأولى، ولست بصدد الحديث عن الجهد الذي بذل لإخراج هذه الموسوعة التي عملت فيها منفرداً خدمة للطائف وأدبائها وأديباتها وثقافتها.
عالم الرقميات
* في رأيك هل عالم الرقميات وموسوعة ويكيبيديا وغيرها قضت على كتب المعاجم وأصبحت المعلومة بضغطة زر أقرب إلى القارئ من تصفح معجم أو موسوعة أو كتاب؟
- كثرت وسائل الاتصال والتقنية في وقتنا هذا وانتشرت وأضحت في مقدمة وسائل البحث والاطلاع عن المعلومة في أوعية النشر المختلفة وأصبحت تزاحم الكتاب الورقي بشكل واضح لا يمكننا إنكاره، وفي رأيي الشخصي أن لكل نوع منهما احتياجاً وفائدة ولا يمكن لأحد ما إلغاء الآخر؛ فالكتب الورقية المختلفة بما فيها المعاجم والموسوعات لها رونقها وجمالياتها ورائحتها وملمسها إضافة إلى أنها وعاء موثوق يرجع إليها خلال توثيق المعلومة إلا أن الحصول عليها أحياناً يكون صعباً، وقيمة بعضها تكون باهظة، كما يستغرق البحث فيها وقتاً أطول ومع ذلك هي تقاوم من أجل البقاء ولك أن تلاحظ الإقبال عليها في معارض الكتب بشكل لا يقارن مع الكتاب الرقميّ.
والكتب الرقمية بشكل عام وكذلك الموسوعات البحثية تتميز بسهولة الحصول عليها وسهولة البحث فيها وحملها معك أينما كنت، إلا أن الوعاء الإلكتروني قد لا يعتمد عليه في التوثيق خاصة المحركات والمواقع وبعضها يستلزم اشتراكاً مالياً، وعلى كل حال فالحديث عن صراع الورقي والرقميّ في الكتب وأوعية البحث والموسوعات قائم ومختلف فيه في وقتنا هذا ولكل نوع أنصار وأنا أقول لا يزال الكتاب الورقي يصارع من أجل البقاء وأظنه سيصمد إلى سنوات قادمة.
علماء نجد والشيخ عبد الله البسام
* ما قصة مشاركتك في طباعة كتاب الشيخ عبدالله البسام (علماء نجد) قبل ما يزيد على نصف قرن؟
- الشيخ عبدالله البسام كان رئيساً لمحكمة الطائف الكبرى في الثمانينات الهجرية ورغب في طباعة وإخراج كتابه الشهير (علماء نجد) في وقت وتاريخ محدد، إلا أن المطابع حينها طلبت وقتاً طويلاً لطباعته على الآلة، حيث لم تكن وسائل الطبع الحديثة المتنوعة حالياً موجودة آنذاك كما كانت التكلفة مرتفعة، وكنتُ حينها مديراً لمعهد الآلة الكاتبة والمدرب الوحيد لها بالطائف، فطلب مني الشيخ -رحمه الله - القيام بالمهمة في وقت محدد وقصير فوافقت على ذلك تطوعاً بلا مقابل لعلاقتي بالشيخ البسام -رحمه الله - ورغبةً في خدمة العلم الشرعي ونشره.
نادي الطائف الأدبي
* تأسس نادي الطائف الأدبي عام 1395هـ وكان من أوائل الأندية الأدبية تأسيساً في المملكة وكان لكم دور في نشأته كمؤسس وكعضو وكنائب رئيس مجلس الإدارة.. حدثنا عن تاريخ ذاك النادي وأبرز إنجازاته على مدى نشأته..؟
- بدأت المسيرة منذ مرحلة التأسيس إلى عضوية مجلس الإدارة لسنوات طويلة كلفت خلالها نائباً للرئيس، وقد حاولت أنا وزملائي في النادي خدمة الثقافة والأدب في الطائف قدر استطاعتنا في ظل الإمكانات المتاحة لنا آنذاك من الناحية المالية والنظامية، ونحسب أننا اجتهدنا وحققنا جزءاً مما نصبو إليه ونتمناه، وقد أثمرت تلك الفترة عن طباعة مئات الكتب الأدبية والثقافية المتنوّعة وتفعيل الأنشطة والبرامج واللقاءات الثقافية المتعددة وأتاحت الفرصة في المشاركة لأفراد المجتمع من المثقفين والمثقفات في أنشطة النادي وطباعة النتاج الإبداعي، وكان شعارنا أن النادي للجميع من فئات المجتمع المختلفة.
الهدوء والاتّزان
* اتصفت بالهدوء والاتّزان وتقدير الأمور والنظر إليها بموضوعية وتنأى بنفسك عن الدخول في المهاترات والخصام وتقف على مسافة واحدة من الجميع؟ ما سر ذلك؟
- حبي للهدوء وتفعيل العقل والحكمة في كثير من المواقف الحياتية في مسيرتي الأدبية أو عملي الحكومي هي فضل وتوفيق لي من الله تعالى أولاً ثم ما تعلمته وأثَّر في شخصيتي خلال احتكاكي منذ بداياتي الأدبية في الصحافة والتوجه الأدبي والثقافي بأساتذة كبار تتلمذت عليهم كان لهم الفضل الكبير في هذا التوجه الإيجابي، ولا شك أن الإبداع الأدبي سواء كان قصة أو شعراً أو مقالة أو دراسة كان يجد طريقه للنشر في مختلف صحفنا ومجلاتنا قديماً،حيث كان النتاج الأدبي والثقافي لأي كاتب أو كاتبة يجد الاهتمام من القائمين على أوعية النشر المختلفة إذا كان يستحق ذلك ويتسم بالأصالة والإبداع مع تشجيع الشباب على نشر إبداعهم وتوجيههم للارتقاء به وتطويره.
التوسط والحيادية
* عُرف عنك انفتاحك على كافة الأطياف الأدبية والثقافية ولم يعرف أنك تحيَّزت أو تفرَّدت أو ناصرت فئة ضد أخرى وكنت أديباً وكاتباً وطنياً متوازناً في طرحك وأنت تكتب المقالة وتنشر الدراسة وتعد البحوث الأدبية والشعرية والنقدية وها هي كتبك شاهدة على توسطك وتوازنك واعتدالك كما ورد في عدة مقالات كتبتها وشهد بها العديد من الكتّاب والأدباء عن شخصيتكم الكريمة.. ما الرسالة التي توجهها للساحة الثقافية والبعض منها يشكو من المغالاة والجفاء تجاه تناول القضايا والإعلام الأدبية؟
- ما كتبه عني بعض الكتَّاب والأدباء في بعض مقالاتهم أو دراساتهم أعتبره وساماً أفخر به وأعتز خاصة أنه صدر من شخصيات لها مكانتها العلمية والأكاديمية والصحفية والأدبية ممن عاصروني خلال مسيرتي الصحفية أو الثقافية أو اطلعوا على نتاجي الأدبي أو الثقافي المتواضع، ورسالتي لساحتنا الثقافية بضرورة إتاحة الفرصة لكل مبدع ومبدعة في مختلف أنواع ومسارات الأدب والثقافة والبعد عن الغيرة الثقافية والمنافسة غير الإيجابية التي قد تزرع الفرقة والحساسية في النفوس، فالساحة الثقافية تتسع للجميع.
المذكرات الشخصية
* متى تشرع في كتابة مذكراتك الشخصية؟
- لا زلت أفكر في ذلك ولعلها تظهر قريباً وتكون شاهدة على حقبة زمنية قديمة وممتدة إلى يومنا هذا وتكون ومفيدة للأجيال وتتسم بالشفافية والصراحة.
** **
@ali_s_alq