محمد الخيبري
في كل موسم رياضي يثبت الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال بأنه الرقم الأصعب في المنافسات المحلية والخارجية وأنه «أيقونة» مسابقات كرة القدم و «التيرموميتر» الحقيقي لتصاعد وانخفاض المستوى الفني خصوصاً في الدوري السعودي للمحترفين..
والهلال هو المحطة الأهم والعقبة الأكثر صعوبة في كل بطولة هو مشارك فيها وغالباً من يستطيع تخطي عقبة الهلال يكون هو بطلاً لتلك المنافسة والبطولة..
من الطبيعي أن ينعكس أداء نجوم الهلال الفني على مستويات البطولات والمنتخبات السعودية كون الفريق الأزرق يمتلك شخصية البطل ويمتلك «كاريزما» المنافس الدائم والثابت والمحافظ على استدامة بقائه في مراكز المقدمة طوال تاريخ المسابقات السعودية..
سر هذا التميز هو الإرث الإداري للعمل المؤسساتي الذي أسس عليه النادي وتم المحافظة على هذا الطابع الرياضي الثقافي الاجتماعي عقوداً طويلة من الزمن..
إيجاد الحلول للمشاكل والمعضلات التي تصيب النادي منها طويلة الأجل والمفاجئة كالعقوبات اللجانية والإصابات وإلغاء العقود والديون وغيرها والتعامل معها بكل هدوء وحزم ساهم على استقرار تميز الهلال وحافظ على هويته التي عرف بها..
ونتج عن هذا التميز نجاحات وإنجازات عظيمة وشعبية جارفة وهوية عالمية للعملاق الأزرق تجاوزت حدود القارة الصفراء..
كل هذا التميز بالعمل الإداري جعل من الهلال وجهة نموذجية للاحتراف وأرضاً خصبة لتواجد النجوم وبيئة صحية جاذبة للعمل الفني والإداري والاحترافي والثقافي والاجتماعي..
قيل في الهلال الكثير من العبارات والجمل التي تُجسّد واقعه كمنافس شريف وثابت ورقم صعب في عالم كرة القدم..
قيل: إن الهلال في أسوأ حالاته يكون منافساً شرساً على البطولات ولايخسرها بسهولة وإن كان في أفضل حالاته لايوجد له منافس وهذه حقيقة جسدها الهلال على أرض الواقع..
بعد تحقيق الهلال كأس «خادم الحرمين الشريفين» يوم الجمعة الماضي وهو آخر منجزاته والبطولة الرسمية السادسة والستون ذكر المعلق الإماراتي «فارس عوض» متغنياً بالهلال : «عجباً لهذا الهلال» كيف يجمع بين أن يإتي متأخراً ويكون الأول»؟ في تساؤل منطقي وفي عبارات انتقيت بعناية فائقة لإنصاف الهلال الذي تربع على زعامة قارة آسيا..
أيضاً قيل : لا تأمن الهلال حتى تُنهي صافرة الحكم المباراة وهو مايجسده نجوم الهلال في الكثير من المباريات الحاسمة والنهائية والتي غالباً مايكون يكون الهلال بطلاً فيها..
تلك العبارات التي يطلقها المعلقون للمباريات والمحللون الفنيون وتتناقلها الجماهير والتي يمتزج فيها الثناء مع روح التحدي وأحياناً يكون الحزن حاضراً لدى أنصار الخاسر أمام الهلال هي مجرد إنصاف لشرف منافسة الهلال لبقية الأندية..
الأرقام والتاريخ واقع حتمي لايمكن المساس والتلاعب فيه، وهي المعطيات التي تمنح الهلال ونجومه كامل الحق من المصداقية والتمجيد والثناء على الرغم من وجود بعض الأصوات التي تحاول الانتقاص من الهلال ومن منجزاته وأرقامه إلا أن صوت المنطق والواقع والحقيقة ينتصر أخيراً..
قشعريرة
صعود فريق «الرياض» لمصاف دوري الأندية المحترفة بعد مرور قرابة العقدين هو تحدٍّ جديد لفريق يعتبر من أعرق الأندية السعودية ومنبعاً لنجوم المنتخبات السعودية وحتما سيشكل «ديربي» آخر مميز لأندية العاصمة الرياض.