علي الصحن
فاز الهلال بشرف السلام على سمو ولي العهد، واللعب تحت النظر الكريم، للموسم الثاني على التوالي، ونجح الفريق الذي حقق هذا الموسم وصافتي العالم وآسيا، بتحقيق كأس الملك بعد أن غاب عنها ثلاثة مواسم متتالية، وهي مدة طويلة بحسابات المدرج الأزرق، واحتفظ بالنسخة الحالية من الكأس الغالية، بعد أن حققها للمرة الرابعة على حساب (الأهلي والنصر مرتين وأخيراً الوحدة) واللقب هو العاشر للهلال في المسابقة، والـ (66) في حسبة البطولات (الرسمية) الموثقة بالصوت والصورة والكأس.
البطولة الهلالية الأخيرة؛ جاءت بمثابة بلسم للهلاليين وفي نهاية موسم صعب لاحقت فريقهم خلاله جملة من الظروف والإصابات والغيابات والمنع من التسجيل والأخطاء الإدارية والفنية وأخطاء بعض اللاعبين أيضاً، ولكن ولأنه الهلال، فقد عزّ عليه أن يخرج من الموسم بلا لقب وأن يضن على جماهيره بفرحة من ذهب.
البطولة الأخيرة أطفأت بعض الغضب الأزرق، لكنها بالتأكيد لا يمكن أن تحجب الأخطاء التي أثرت على الفريق، وساهمت في خسارته اللقب القاري الذي كان في متناول اليد، ولقب الدوري الذي تسرب مبكراً إثر النتائج المخيبة لآمال الهلاليين في بداية المنافسة، قبل أن تأتي الجدولة الغريبة لمبارياته، وبعض الأخطاء التحكيمية لتقضي على بارقة الأمل، وتسهم في إرهاق الفريق قبل الدخول في النهائي الآسيوي.
هناك أمور ليست بيد صُناع القرار في النادي، ومن المؤكد أنهم لا يلامون عليها، كالجدولة وأخطاء التحكيم - رغم أن بعض الهلاليين يرون أن الإدارة لم تتحرك فور صدور الجدولة، ولم تتحدث علناً بشأنها إلا بعد الخسارة من الشباب، وأنها تأخرت في ذلك كثيراً، وبات الحديث مثل عدمه- بيد أن هناك أموراً كانت في اليد ولم تعالج في حينه ومنها:
- أخطاء مدرب الفريق المتواصلة إن في طريقة اللعب أو في عدم القدرة على رسم الطريقة المناسبة لكل خصم، أو في التغييرات، وهو ما أسهم في إهدار النقاط، وإضعاف حظوظ الفريق في الحفاظ على لقب الدوري السعودي واللقب القاري.
- عدم التعامل كما يجب مع بعض اللاعبين وبالذات النجوم، وذلك لمقابلة تصرفات مرفوضة من بعضهم مثل عدم احترام قرارات المدرب، وهو ما يؤثر على استقرار الفريق والانضباط فيه.
- التعاقد مع لاعبين غير مناسبين للفريق، وغير قادرين على تحقيق الإضافة وصناعة الفارق.
أشياء بسيطة تؤثر على عمل منظومة كاملة، ومن نافلة القول إن إدارة الهلال، وقد انتهت من ضغوط موسم صعب بدأت مع صدور قرارات ليلة العيد الشهيرة، مطالبة اليوم بمعالجة الأخطاء القديمة، ورسم سياسات جديدة لمستقبل الفريق، تبدأ بتسمية أعضاء مؤهلين من ذوي الكفاءة والخبرة (معاً) - فلا فائدة لواحدة بدون الأخرى- لاختيار المدرب المقبل، وتحديد الأسماء التي يمكن أن تبقى من العناصر الأجنبية، وبعد اختيار المدرب يكون التشاور معه لتحديد الخيارات الأجنبية، ويؤمل الهلاليون كثيراً أن يأتي اليوم الذي يستفيد فيه الفريق من جميع هذه الأسماء، وأن لا تتكرر قصص خيارات سابقة كانت أقل من أن تلعب للهلال، أو حتى أن تكون في قائمة بدلائه.
يؤمل الهلاليون أيضاً رفع درجة الانضباطية في الفريق وأن يكون لاعبوه تحت مسطرة واحدة، وألا تتم مجاملة أي لاعب أو التجاوز عن أخطائه، وهنا لا أشكك في الماضي، ولكن أرى أن تزيد الانضباطية في المستقبل.
ويريد الهلاليون أن يكون في جهاز الكرة عضو قادراً على مناقشة المدرب والتدخل إن لزم الامر، فترك الأمر له أحياناً قد يتسبب في مشاكل فنية، ولعل في قرار دياز بشأن الرباعي الأجنبي في لقاء الذهاب الآسيوي ما يكفي للمطالبة بذلك.
لا يعرف الهلال إلا أن يكون بطلاً، هذه حقيقة لا يمكن تجاوزها، في أصعب مواسمه لم يخرج الفريق خالي الوفاض، لكن مدرجه وهو يحتفل بالرقم القياسي (66) بدأ بالحديث عن كسر حاجز الـ (70) .. وهذا قدر الهلال ومن يعمل فيه، فكل إنجاز يكون سبباً للمطالبة بإنجازات أخرى، وهو ما جعل الفريق في القمة، لا ينافسه منافس ولا يقترب منه مقارب.