على الرغم مما تعيشه المملكة اليوم من حراك بيئي غير مسبوق وإطلاق العديد من المشاريع والمبادرات الرائدة المعنية بالبيئة والتشجير إلا أن بعض البلديات الفرعية في المحافظات غردت خارج السرب باستعراض تنفيذها لحدائق صناعية ونشرها صوراً عبر حساباتها بتويتر لتركيب الثيل الصناعي بدلاً من زراعة العشب الطبيعي والتشجير في الحدائق. لم يتوقع منسوبو هذه البلديات ردود الفعل القوية التي استنكرت تركيب الإنجيلة الصناعية والتخلي عن الزراعة ماجعلتهم يضطرون لحذف هذه التغريدات، إن هذا الاستنكار كان طبيعياً لاسيما أن من الواضح أن هناك أزمة فكر كبيرة تتمثل في عدم استيعاب حجم العمل الضخم الذي تقوده الدولة في مبادرة السعودية الخضراء ومايتم تنفيذه في مشروع الرياض الخضراء من تطبيقٍ لأفضل الممارسات في تنفيذ الحدائق والتشجير. بصراحة أتمنى أن يتم الحد من الاجتهادات الفردية وإصدار تعميم بمنع استخدام الإنجيلة الصناعية في الحدائق والمناطق المفتوحة والمعدة لتكون مسطحات خضراء، عدم استخدام النخيل في التشجير، فما حصل هو إهدار للمال والجهد ولا يتواكب مع مستهدفات رؤية المملكة المتعلقة بتحسين جودة الحياة وزيادة الغطاء النباتي والمساحات الخضراء.
إن التشجير يساهم في رفع نصيب الفرد من المساحة الخضراء ومقاومة التصحر وزيادة المساحات الخضراء في المدن وله فوائد تنعكس بشكل مباشر على البيئة والإنسان كتنقية الهواء من الأتربة والملوثات وتقليل درجات الحرارة، وخفض الانبعاثات الكربونية وزيادة معدل الرطوبة بالهواء، وبالتالي تحسين جودة الهواء في المدينة، والحد من آثار تلوث الهواء واتساع مساحة الظل الذي توفره الأشجار إضافة إلى أهمية الحدائق كمتنفس للأهالي ومساحات مفتوحة لممارسة المشي والتنزه. كما أتمنى استخدام الأشجار التي تناسب بيئتنا المحلية وأن لايتم استخدام النخيل أبداً وكذلك أن يتم إطلاق برنامج لنقل الخبرات والمهارات لمن يرغب من الجهات التي يتعلق مجال عملها في الحفاظ على البيئة حتى لا نرى الحدائق الصناعية مرة أخرى.