لا يخفى على كل زائر لمدينة الرياض ما وصلت إليه من تقدم ونموٍّ متسارع، حتى غدت إحدى أهم وأكبر المدن العالمية، ونالت مكانتها الاقتصادية والسياحية، وصارت محط أنظار السياح والمستثمرين، مما حمّل الجهات الحكومية - ومنها أمانة منطقة الرياض - مسؤولية تعزيز دورها للارتقاء بالعاصمة السعودية للحفاظ على مكانتها العالمية المرموقة، لذا نفذت العديد من المشاريع والمبادرات، ومن ذلك مشروع الدليل التنظيمي الشامل للوحات التجارية في مدينة الرياض الذي يهدف إلى تحسين المشهد الحضري في المدينة، وتطوير البيئة العمرانية انطلاقاً من مستهدفات رؤية السعودية 2030.
والذي يطلع على الدليل يجده يجسّد الجهود الكبيرة التي بذلتها أمانة الرياض في إعداده، من أجل الوصول إلى صورة واضحة المعالم للمدينة، تتوافر فيها خصائص الحياة الراقية والنظام والجمال، ويتماشى مع ما تتخذه الأمانة من خطوات حتى تصبح «الرياض» ملائمة وصديقة للساكنين والمقيمين وجاذبة للزائرين.
دليل شمولي مرن، يتصف بالعدالة والجودة، ويراعي خصائص المناطق التاريخية والتراثية ومكونات البيئة العمرانية المحيطة، وتتواءم تنظيماته مع تنظيمات الجهات ذات الصلة.
وجاء تأكيد الأمنة أن الدليل أُطْلِقَ بعد دراسات وتحليلات طوال العامين الماضيين، فضلاً عن الاستفادة من أفضل التجارب المماثلة في المدن العالمية، والأخذ بملاحظات ومقترحات أصحاب المصلحة والجهات الحكومية ذات العلاقة من خلال ورش عمل مكثفة تعزيزاً لمبدأ التشاركية والتكاملية وأن القرارات لم تعد فردية أو ارتجالية بل هي منهجية مدروسة ضمن منظومة متكاملة.
كما أقامت الأمانة حملات توعوية وتعريفية لأصحاب المحلات ومُصنِّعي اللوحات عن الدليل، وهذا هو المنشود قبل وأثناء وبعد أي مشروع لتوضيح أهدافه وأهميته والإجابة عن التساؤلات.
إن المجتمع السعودي اليوم يعيش مرحلة انتقالية عظمى، وطموحات كبرى عززتها رؤية السعودية 2030 المباركة، فباتت تطلعاته مرتفعة لا حدود لها، ولم يعد يرى وطنه إلا أرقى الأوطان وأجمل البلدان في ظل التسارع التنموي غير المسبوق الذي تعيشه المملكة في كل المجالات، وما تحقق من نتائج ومكتسبات كإحدى ثمار الرؤية التي أتت أكلها قبل أوانها، وهذا يتطلب تعاون الجميع - كما عهدنا - كلٌّ حسب دوره لتحقيق مزيد من التطلعات والوصول إلى الغايات.
ولن يكون مشروع الدليل التنظيمي الشامل للوحدات التجارية بمدينة الرياض هو الأخير من نوعه، بل ستستمر الخطط التي تخدم المدينة، وقريباً سنجد رياضنا أنموذجاً مشرقاً تحتذي بها عواصم الدول الأخرى.