الطُيورُ المهاجِرة..
تعودُ إلى أوطانها..
بعدَ قضاءِ رحلتها..
وتنتظم صفوفها من جديد..
* * *
الذين نحبهم رحلوا مبكراً..
دون وداع لائقٍ بالحبيب..
وكنا على موعدٍ..
للقاء قريب..
* * *
قالوا: لن يعودوا..
في ذاك المساء..
هُم في سفرٍ يبدو بعيد..
وأنا لا أنتظرُ عودةَ الصوتِ من جديد..
ولا رجعَ الصَدى..
* * *
في صباحٍ غائمٍ..
أجلسُ وحْدي..
على حافةِ الرصيف..
أتساءلُ ما غايةُ الغيومِ العابِرة..
أنظرُ حَولي..
أفكرُ ببعضِ الأفكار العابِرة..
أتفحصُ تفاصيلَ وجوهِ المارةِ..
أقرأُ تفاصيلَ يومٍ جديد..
* * *
أُحصي أوراقَ الشَجر..
أعدُ قطراتِ المطر..
أقف، أجلسُ، امشي..
أنظرُ..
أجدُ نفسي..
قد أصبحتُ في وسطِ الزِحام..
* * *
هيَ مَرَّتْ مُسرعةً..
كانت عُيونها..
تقدحُ شرراً..
تُبرقُ، تُرعدُ، تزمجرُ....
تحدثُ نَفسها أحياناً..
تشهقُ، تطلقُ زفيرها..
للريحِ..
* * *
عيونها تطلقُ سهامَ غضبٍ..
تخترقُ أمواجَ..
البَشر..
غير آبهةٍ تعبرُ الرصيفَ..
رمتني بسهمٍ...
من نظراتها...
ثم اختفت...
بين الزحامِ...
* * *
سنابِلُ حَقلها..
قد نضجتْ..
هي بكامِلِ مِشمِشها..
روائح عطرِها عَبَقتْ...
سَقطت بعضُ حُروفها..
انفجرت آخرُ كلماتها..
سِحراً، شَجراً، بَشراً..
لا سرَّ في غاباتِ الشَجر..
السِرُّ في غاباتِ البَشر..