لم تنشغل السعودية بالداخل وتترك إخوانها العرب، حيث تعقد المؤتمرات على أراضيها لرأب الصدع العربي وإطفاء جذوة الحروب وتقريب وجهات النظر بين الخصوم وفي الوقت نفسه تقديم المساعدات للمتضررين ومشاركتهم همومهم كما يفعل الأخ مع أخيه فقد انبرت المنابر في كل مناطق المملكة استجابة لدعوة الملك وولي العهد لحث الناس على التبرع والوقوف مع الأشقاء لتفريج ما يقاسونه من صعوبة الحصول على المواد الأساسية من طعام ولباس ولحف فامتدت الجسور بالمعونات ولكل البلدان المتضررة جراء الحروب وستستمر التبرعات لنصرة الإخوان العرب كما رسم لها الملك وولي العهد حفظهما الله وهذا ليس بالجديد فمنذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه ومن بعده الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله وإلى عهد الملك سلمان والمملكة لا تدخر وسعا في نجدة إخوانها العرب ومناصرة قضاياهم ولم يَفُت في عضدها ما يردده الحاقدون وأصحاب المصالح الضيقة وستستمر بإذن الله وفية كما يأمرها دينها وشيمتها العربية وفية لكل العرب والمسلمين ولقد شهدت جميع المنابر بالمملكة انطلاق الخطباء يوم الجمعة الموافق 1444/10/22هـ على حث الناس على التبرع لتخفيف معاناة إخوانهم في مناطق النزاع وكانت الاستجابة سريعة ففي جامع الشيخ عبدالعزيز بن براهيم المهنا بمدينة شقراء تحدث إمام وخطيب الجامع الشيخ إبراهيم بن علي الشريم عن فضل الصدقة وما يفعله المسلمون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من التسابق على الصدقات ابتغاء الأجر من الله كما اثنى على التوجيهات الكريمة التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده لمساعدة المتضررين في السودان. نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين ويديم على هذه البلاد المملكة العربية السعودية أرض الحرمين وقبلة المسلمين نعمة الأمن والاستقرار وجميع أقطار المسلمين.