مها محمد الشريف
المملكة العربية السعودية تعزِّز العمل العربي المشترك الذي تقوده ومنه عودة سوريا، ريادة إقليمية ومكانة دولية بفضل ثقلها الإستراتيجي ودورها المحوري، وبعبارة أدق فإن القوة هي القدرة على التأثير، ومكانة المملكة الرفيعة بين الدول على مستوى العالم، استطاعت بدبلوماسيتها المعهودة أن تحقق الكثير من التفوق ويُقاس عليها قوة إيجابية لحل مشكلات إقليمية وعالمية، ومحرك مهم وفاعل في الأحداث على المستوى الإقليمي والدولي لما لها من إمكانيات اقتصادية وعسكرية وتكنولوجية وسياسية، وتوظيف هذه الإمكانيات بالشكل الأمثل، وما تتمتع به من مكانة وثقل إستراتيجي وجيوسياسي، لا سيما من جهة تحديد الأهداف ومراحل الإنجاز، وذلك ميّز علاقاتها الخارجية مع الدول على أساسٍ من الاحترام والتعاون المشترك لإرساء السلام والاستقرار.
ومن نتائج الجهود الكبيرة التي بذلتها المملكة لحل لأزمة السورية إعادتها إلى الحضن العربي، وكان ذلك من خلال زيارة وزير الخارجية السعودي لدمشق وقبلها زيارة وزير الخارجية السوري للمملكة ومنه لاجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة على المستوى الوزاري، والذي أكد على أهمية استئناف مشاركة وفود حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس الجامعة وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها، ويعد ذلك تأكيداً على حرص السعودية على دعم كافة الجهود الرامية إلى التوصل لحل سياسي للأزمة السورية يحافظ على وحدة سورية وأمنها واستقرارها وانتمائها العربي.
وفي تصريح لوكالة الأنباء السورية «سانا» إنه «انطلاقاً من الروابط العميقة والانتماء المشترك لشعبي الجمهورية العربية السورية والمملكة العربية السعودية، وتجسيداً لتطلعات شعبي البلدين، وإيماناً من الجمهورية العربية السورية بأهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين الدول العربية بما يخدم العمل العربي المشترك، فقد قرَّرت الجمهورية العربية السورية استئناف عمل بعثتها الدبلوماسية في المملكة العربية السعودية».
وعودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية، سيرفع مستويات المرونة في مواجهة جميع التحديات والمخاطر، والمملكة قرَّرت استئناف عمل بعثتها الدبلوماسية لدى سوريا بتوافق عربي، وهذا القرار يعزِّز الأمن والاستقرار بالمنطقة وتطوير العمل العربي المشترك، وسيادة سوريا على أراضيها وطرد الجماعات المسلحة العسكرية المحلية وعدد من الجهات التي ترتبط بروسيا وإيران، على الرغم من محاولات خارجية لمنع التطبيع مع سوريا، فالمرحلة دقيقة وتحتاج إلى تظافر الجهود لدواعي الاستقرار والانتقال للإعمار والتنمية والتكامل الاقتصادي بين الدول العربية.