عطية محمد عطية عقيلان
عاش طفولة صعبة، أثرت فيه، وانعكست على حياته الفنية، عندما أخذ بيده الملحن الكويتي يوسف المهنا، وكانت بداياته مع الموشحات الدينية، ومن ثم كانت انطلاقته الحقيقية في أغنية «ليل السهارى»، ومن ثم ظهرت طاقته الحقيقية وأجاد أداء الأغاني الحزينة وأوصلها بحس عالٍ لكل من يسمعها، بل إنه لقب بالصوت الجريح، ليصبح الحزن سمة من سماته التي ترتبط به، نال شهرة وانتشاراً واسعين في الخليج في السبعينيات، وكانت قصص أغانيه، لوناً فارقاً تلامس مشاعر الكثيرين، خاصة أغنية وداعية في منتصف الثمانينات الميلادية، وكان هذا الجيل من مستمعيه، ولم يعرف عنه خلافات فنية، بل كل ما يقال عنه في إطار أغانيه ومدى رضا الجمهور عنها، رغم ملامح الابتسامة التي تظهر في صوره ولكنها تخفي خلفها حزناً دفيناً، وكانت اختياراته من الأغاني تتناول الصعوبات والأحزان التي يمر بها الإنسان ويواجهها في حياته، وأطلق عليه لقب الصوت الجريح بعد أدائه أغنية «أجر الصوت»، عام 1988م، والتي لاقت نجاحاً وانتشاراً واسعين.
غيبه الموت يوم السبت 13 مايو 2023م، تاركاً خلفه إرثاً فنياً لعمل يمتد لـ60 عاماً، ويعد من رواد الحركة الفنية في الكويت، وتكون «وداعية» حزينة في نفس محبيه وقلوب عشاقه، خاصة أنه عانى في آخر سنواته من المرض، لتكون البداية والنهاية لهذا الفنان الكبير حزينة مؤلمة، ولكنها تركت أغاني تلامس أحزان ومشاعر الناس وما يمرون به في حياتهم.
لكل أغنية أداها «الصوت الجريح» قصة وحكاية خاصة، سيرة رومانسية بما تحملها من آلام ومراحل مختلفة، يصبغ عليها كل «غريب» وطالب «رد الزيارة» ومفارق «وداعية»، و»سرى الليل» ليذكر عشاقه ومعجبيه ومحبيه، دوم بحكايتهم وأحزانهم وعشقهم وآهاتهم، وتكون أغانيه لها بصمة الحزن والفراق والتوجع.
خاتمة: فنان من الطراز الرفيع، والجيل الطربي، ليسدل الستار، وتكون وداعية الصوت الجريح، وصاحب حلو الأطباع، وكأن أغانيه حكاية مصورة لهذا الفنان، لا تملك إلا أن تتعاطف معها وتحبها وكأنك صاحب الحكاية في قصة أغانيه، رحمه الله.