«الجزيرة» - الاقتصاد:
أصدرت هيئة السوق المالية تقريرها السنوي للعام المالي 2022م، الذي شهد تحقيق العديد من مستهدفاتها الإستراتيجية وتحقيقها أرقامًا قياسية غير مسبوقة في مختلف الجوانب التنظيمية والتشريعية والتطويرية.
وأوضح التقرير الذي صدر مؤخرًا تصدر السوق المالية السعودية أسواق دول مجموعة العشرين في مؤشر حقوق المساهمين ورسملة سوق الأسهم كنسبة من الناتج المحلي خلال عام 2022م، مع صعود ترتيب المملكة في الكتاب السنوي للتنافسية العالمية الصادر عن المعهد الدولي الإداري (IMD) من 32 بنهاية عام 2021م إلى 24 بنهاية عام 2022م متقدمة بذلك 8 مراتب، فيما أبان الكتاب ارتفاع ترتيب المملكة في تسع مؤشرات ضمن 12 مؤشرًا تتعلق بالأسواق المالية، والحفاظ على ترتيبها في ثلاثة مؤشرات مقارنة بالعام السابق.
ووفقًا للتقرير السنوي للهيئة لعام 2022م، فقد زادت وتيرة الطروحات العامة في السوق المالية السعودية محققة رقمًا قياسيًا، إذ تم طرح جزء من أسهم 37 شركة للاكتتاب العام في السوقين الرئيسية والموازية بقيمة 40 مليار ريال.
وفي ذات السياق، سُجلت أسهم 13 شركة لغرض الإدراج المباشر في السوق الموازية. وقد بلغ عدد الإدراجات خلال عام 2022 م 49 إدراجًا.
وعلى مستوى ملكية الأجانب في السوق المالية السعودية، شهد عام 2022م مستويات قياسية لصافي الاستثمار الأجنبي في السوق الرئيسة الذي وصل إلى نحو 184 مليار ريال في العام ذاته، فيما بلغت قيمة ملكية المستثمرين الأجانب في السوق الرئيسة 347 مليار ريال بنهاية العام 2022م ما يعادل 14.2 % من إجمالي قيمة الأسهم الحرة، ليصبح معدل تزايد الاستثمارات الأجنبية خلال عام 2022م هو الأعلى منذ انضمام السوق إلى مؤشرات الأسواق الناشئة في عام 2019م.
واعتمدت هيئة السوق المالية خلال العام نفسه ثلاث لوائح تنفيذية جديدة وهي لائحة أسواق ومراكز إيداع الأوراق المالية، والتعليمات الخاصة بصناديق استثمار التمويل المباشر، وتعليمات الحوكمة الشرعية في مؤسسات السوق المالية، كما عدّلت سبعًا من اللوائح التنفيذية والقواعد والتعليمات ذات العلاقة.
وفي جانب التفتيش وفق اختصاصات الهيئة، فقد شملت أعمال التفتيش 91 ترخيصًا توزعت بين 53 تفتيشًا دوريًا و38 تفتيشًا خاصًا، أما في الجانب الرقابي، فقد ارتفعت أعمال البحث المكثف في التداولات المشتبه في مخالفاتها من 730 في عام 2021م إلى 859 حالة في 2022م بارتفاع بلغت نسبته 17.7 %، نتج عنها 11 حالة اشتباه في مخالفة و152 حالة استفسارات رقابية.
كما أوضح التقرير السنوي ارتفاع عدد البلاغات المستلمة خلال العام 2022م إلى 1653 بلاغًا مقابل 1360 في عام 2021م، فيما تراجعت الشكاوى المستلمة بنسبة قاربت 15.7 % مسجلة 12,118 شكوى، تم تسوية 11,354 شكوى منها، وإخطار 512 مشتكيًا بالتوجه إلى لجنة الفصل في منازعات الأوراق المالية، فيما لا زالت 252 شكوى تحت الدراسة.
وفي الجانب القضائي بلغت مبالغ التعويضات المحكوم بها والصادرة بقرارات قطعية عن لجان الفصل في منازعات الأوراق المالية 1.75 مليار ريال بزيادة قدرها 377.7 % مقارنة بالعام 2021م. ومنحت الهيئة 17 تصريحًا لأربعة نماذج تجربة تقنية مالية، منها سبعة تصاريح ممنوحة لنموذج توزيع صناديق الاستثمار وصناديق الاستثمار العقاري، وخمسة تصاريح ممنوحة لنموذج المستشار الآلي، وأربعة تصاريح ممنوحة لنموذج طرح أدوات الدين والاستثمار فيها، وتصريح واحد ممنوح لنموذج تمويل الملكية الجماعية، ليبلغ عدد التصاريح القائمة 29 تصريحًا بنهاية عام 2022م.
من جانبه، أشاد معالي رئيس مجلس هيئة السوق المالية الأستاذ محمد القويز، بالإنجازات التي حققتها السوق المالية السعودية خلال العام الماضي، التي جاءت وسط تحديات اقتصادية كبيرة ألقت بظلالها على الأسواق المالية العالمية كافة خلال العام 2022م، أبرزها ارتفاع أسعار الفائدة عالميًا ومحليًا، مشددًا على أنها انعكاس لتضافر جميع جهود منظومة السوق المالية وتفاني كل العاملين فيها، لتتبوأ المملكة مكانتها التي تستحقها، وتحقيق الأهداف الإستراتيجية للهيئة سعياً للوصول بالسوق المالية السعودية لتكون السوق الرئيسة في الشرق الأوسط ومن أهم عشرة أسواق مالية في العالم بما يواكب مستهدفات رؤية السعودية 2030م.
وتعليقًا على التقرير السنوي أشار معاليه إلى أن الهيئة تعمل على خلق الممكنات اللازمة لتوفير البيئة التشجيعية المناسبة لمنظومة السوق المالية لتنعكس بالإيجاب على اقتصاد المملكة، مبينًا أن مشاركة الهيئة للبيانات والمعلومات والتقارير ستنعكس على السوق المالية بزيادة مستوى الشفافية، الأمر الذي سيحفز الاستثمار ويعزز الثقة بالسوق المالية السعودية.