عبد العزيز الهدلق
أنهى المدرب الأرجنتيني رامون دياز مشواره هذا الموسم مع الهلال وغادر إلى بلاده فجأة لظروفه العائلية وليس معلوماً إن كان سيعود لإكمال مهمته الناجحة مع الهلال، أو ستكون مغادرة بلا عودة! وهذه إن حدثت فسيفقد الهلال مدرباً عظيماً وقديراً. قاد زعيم آسيا وكبيرها إلى ثلاثة نهائيات كبيرة في موسم واحد، محلي وقاري وعالمي. وسط ظروف لو مرت على أي مدرب ربما فشل مغادراً مطروداً من منتصف الموسم.
فلقد قاد دياز الهلال الممنوع من التسجيل فترتين، والمفروض عليه جدول مباريات مضغوط بشكل لا يصدق، والذي عانى من غياب نجومه المؤثرين طويلاً بسبب إصابات حدثت خلال مشاركاتهم الدولية مع المنتخب.
وعانى من نقص في العنصر الأجنبي بعد رحيل اللاعب بيريرا الذي لم يوفق مع الفريق، وافتعل مشكلات متعددة كان الحل الأنجع لها مغادرته. ومع ذلك قاد دياز الفريق إلى نهائي بطولة أندية العالم بعد أن هزم بطل إفريقيا وبطل أمريكا الجنوبية وخسر أمام ريال مدريد وفاز بالميدالية الفضية ولقب وصيف بطل أندية العالم، وهو إنجاز كبير وغير مسبوق على المستوى المحلي والآسيوي والإفريقي، فالأندية العربية التي سبقته في هذا الإنجاز لعبت على أرضها ووسط جماهيرها فيما الهلال لعب بعيداً عن أرضه وجماهيره، كما قاد دياز الهلال لنهائي دوري أبطال آسيا، ولولا بعض الأخطاء التحكيمية في مباراة الذهاب (في الرياض) لحصل على كأس البطولة. ولكن الحكم العماني الكاف لم يوفق في إدارة المباراة فدفع الهلال ثمن هذا الفشل. وكان النهائي الثالث هو كأس الملك الذي حصل عليه الهلال بجدارة منهياً به موسماً عصيباً بنجاح كبير.
أثق أن دياز إن لم يعد مدرباً للهلال الموسم القادم فإنه سيعود حتماً في موسم آخر قريب. فلن يطول غياب هذا الداهية، الذي حقق أكبر إنجاز في تاريخ الأندية السعودية بقيادته الهلال للقب وصيف أندية العالم.
والمؤسف أن هناك من انتقد دياز بحدة في بعض المباريات متناسياً الظروف التي يعمل فيها، من منع من التسجيل، والإجبار على عناصر أجنبية هو غير مقتنع بها ولا يرغب فيها ولا استمرارها، وظروف غياب الركائز الأساسية للإصابات. وظروف ضغط المباريات المجدولة بشكل غريب. ومع ذلك تجاوز كل هذه العقبات وحقق منجزات يفخر بها كل هلالي، وستبقى مدونة في تاريخه وتاريخ الكرة السعودية سنين طويلة.
فشكراً لك «البق رامون» على كل عمل جبار قدمته، وعلى النجاحات التي عملتها، سواء عدت أم لم تعد فستبقى أنت الأفضل والأجدر والأميز.
زوايا..
** لم يعد الوضع يطاق في وسطنا الكروي مع دائرة التحكيم واستفزازاتها للجميع (عدا المستفيدين) من تحليلاتها للحالات التحكيمية الجدلية وغبر الجدلية! فهي تطارد الاتحاد بشكل عجيب وفق منهجية هذا الخطأ يحتسب في اوروبا ولا يحتسب تحكيمياً في المملكة!! لن يتطور التحكيم السعودي بوجود ثنائي الفشل نافارو وفرهاد.
** اتحاد الكرة لم يحسن اختيار الخبراء الأجانب الأكفاء المناسبين لإدارة لجنة الحكام ودائرة التحكيم، فلا يختلف نافارو وفرهاد عن عمر المهنا وخليل جلال! نتمنى أن يسارع الاتحاد بتعديل هذا الوضع واستقطاب خبراء أجانب يعتمد عليهم.
** تكليف الحكم سامي الجريس لإدارة مباراة النصر والطائي ثم تغييره بزميله عبدالله الخربوش!! ليس سوى خطأ من أخطاء دائرة التحكيم المستمرة والتي تعود عليها الوسط الرياضي. فلماذا في الأساس تكليف الجريس لإدارة المباراة!؟ وهو الذي تكرر تكليفه بإدارة مباريات متعددة لمباريات يكون النصر طرفاً فيها بشكل أثار دهشة واستغراب الوسط الرياضي كاملاً!!
** كلاسيكو اليوم الهلالي الاتحادي سيكون ساخناً من العميد المتطلع للاحتفاظ بالصدارة وتحقيق البطولة، وهادئاً جداً من جانب الزعيم الذي اكتفى بما حققه عالمياً وقارياً ومحلياً بعد فوزه بكأس الملك. أما الدوري فهو إن لم يكن بطلاً فكل المراكز لديه سواء.
** هل هناك علاقة بين إبعاد الحكم سامي الجريس عن مباراة الطائي والنصر، وتغريدة «في فمي ماء» لرئيس الطائي!؟
** محمد كنو خذل الهلاليين ليس في قضيته الشهيرة، ولكن بحضوره الباهت في المباريات التي كان يشارك فيها! فهو الوحيد الذي كان مطالباً بأن يلعب بمجهود لاعبين أو ثلاثة في كل مباراة خجلاً مما فعله بناديه وإدارته وجماهيره!! ولكن ظهر أسوأ مما كان. فلا جهد ولا عطاء ولا تركيز ذهني، ولا تفاعل إيجابي مع المجموعة! فقد كان نشازاً في كل المباريات التي شارك فيها.
** دائرة التحكيم التي تلاحق الاتحاد بتحليلات غريبة، لتؤكد عدم استحقاقه لضربة جزاء هنا أو هناك في مباريات كثيرة، تتجاهل حالات جدلية لأندية معينة ثبت خلال مبارياتها استفادتها من أخطاء تحكيمية شنيعة! الدائرة بهذا الاستهداف جعلت من نفسها خصماً للاتحاد. فكل فرق الدوري الستة عشرة تضررت واستفادت من أخطاء التحكيم، فلماذا الاتحاد فقط الذي تحت المجهر!؟ وأين العدالة في كشف استفادة الأندية الأخرى!؟ لتكون المعاملة بالمثل بين الأندية.