تكمن أهمية البحث العلمي في كونه يُولّد لدى الباحث الشعور بالحماس والرغبة المُلحّة في المعرفة والاكتشاف, ونظراً إلى أنّ البحث العلمي يتطلّب الصبر والتأنّي وتصفية الذهن فإنّ ذلك يُساعد على التوصل للحقائق التي تستند على أدلة ومراجع واضحة لا مجرّد خرافات لا مجال لها من الصحة, كما أنّ عملية البحث لا تضع حدوداً للتفكير بل إنّها تُطلق العنان للإبداع والوصول لكلّ ما هو جديد, فالهدف من البحث هو تفسير ظاهرة أو مشكلة ما وتحليل جوانبها المختلفة وذلك للوصول إلى استنتاجات وبراهين تتوافق مع الوقائع المنطقية.
أما من ناحية البحث العلمي للباحث فإن البحث العلمي يفتح آفاقاً معرفيةً جديدةً أمام الباحث ممّا يُساهم في تحسين مهاراته الفكرية والثقافية والاجتماعية, كما يُتيح له فرصة الحصول على الدرجات العلمية إلى جانب تمكينه من العمل مع مجموعة من الأشخاص ذوي الخبرة والاستفادة من خبرتهم وآرائهم حول الباحث والتي تُعزّز قدرته التنافسية للحصول على المنح الدراسية في كليّات الدراسات العليا أو زيادة فرصه في التوظيف مستقبلاً في حال تمّ طلب آراء أشخاص من مجاله فيه كباحث، كما يفتح البحث العلمي المجال للمشاركة في البحوث المرتبطة في مجاله والتي يكون لها تأثير على المدى البعيد، كذلك يُمكّن الباحث من الانخراط في المجال الذي يهتم به، فضلاً عن المهارات التي يكتسبها الباحث والتي تتضمّن تطوير بروتوكولات ومهارات البحث لديه، ممّا يُمكّنه من كتابة الأوراق البحثية وطرحها، ممّا يُساهم في تعزيز التفكير الناقد لديه، وزيادة فرص التعاون مع باحثين آخرين.
وهناك العديد من فوائد البحث العلمي التي تنعكس إيجاباً على المجتمع، ومنها ما يأتي: رفع مستوى الوعي لدى أفراد المجتمع ممّا يُساهم في تطويره. نمو المجتمع اقتصادياً ممّا يُحقّق رفاهية أفراده. حلّ المشكلات على كافة المستويات الاقتصادية، والسياسية، والصحية، وغيرها. إيجاد تفسيرات للظواهر الطبيعية والتنبّؤ بها.
ويعتقد الكثيرون أنّ أهداف البحث العلمي لا تختلف عن أهميّته، وعليه يجب الإشارة إلى أنّ الفرق بين المصطلحين شاسع، وقد ينتج عن هذا اللبس آثار سلبية على البحث العلمي ونتائجه على حدٍّ سواء ومن المهم بمكان وضع هذه الأهداف قبل البدء بعملية البحث العلمي لما له من فائدة في حصرها، وجمع البيانات المهمّة فقط دون غيرها، وتنظيم الدراسة بتحديد أسلوب واضح، كما يُساعد ذلك على تقييم المشروع عن طريق مقارنة نتائجه النهائية مع الأهداف المحددة مسبقاً، إذ يوجد العديد من الأهداف التي يسعى البحث العلمي إلى تحقيقها والتي لا وجود للبحث العلمي دونها وهي كالآتي:
- الفهم: حيث يقوم العلم على جمع البيانات، وتصنيف المعلومات، وتفسير الظواهر وآلية حدوثها، وعليه يتمّ وضع الافتراضات للتوصل إلى النظرية العلمية.
- التنبؤ: أيّ تصوّر تطبيق القاعدة في مواقف غير الموقف التي نشأت فيه.
- التحكّم: يُشير إلى رفع مستوى السيطرة على الظواهر وذلك من خلال الفهم والتحليل الدقيق.