لا شك أن جائزة نوبل في العلوم المختلفة تمثل أفضل الجوائز التي يحصل عليها عالم أو أديب أو مفكر أو رجل سلام على الصعيد العالمي ممن أسهموا في تحقيق أكبر منفعة للبشرية، مع أن هناك جوائز عالمية أخرى ذات شهرة واسعة وصيت عال إلا أن (جائزة نوبل) التي تعد من أقدم الجوائز العالمية وأكثرها شهرة وأكبرها قيمة سواء من حيث قيمتها المادية، أو من حيث قيمتها الأدبية والمعنوية.. تبقى هي أهم وأفضل الجوائز على الإطلاق والتي يترقبها العالم في أول شهر أكتوبر من كل عام، حيث تعلن عنها «لجنة الجائزة النوبلية» في العاصمة السويدية ستوكهولم التي تعد مسقط رأس العالم السويدي الكيميائي (ألفريد نوبل) الذي أطلقت الجائزة على اسمه كونه أحد أشهر المخترعين في العالم بعد أن نجح عام 1866 في اختراع الديناميت وحصل على براءة اختراعه فتهافتت على شرائه شركات البناء والمناجم، وبالتالي انتشر استخدام الديناميت في جميع أنحاء العالم، وقام هذا العالم الفذ بإنشاء عشرات المصانع والمعامل في أكثر من خمس عشرة دولة وكسب من وراء ذلك ثروة كبيرة حتى أصبح في زمانه من أغنياء العالم وأطلق عليه لقب (ملك المفرقعات في العالم)..!!
وقبل وفاته عام 1896 إثر إصابته بجلطة دماغية في منزله كتب (وصّية) تضمنت تخصيص (94 %) من ثروته لاستثمارها في توزيع جوائز للإنجازات التي تخدم الإنسانية في خمسة مجالات بلا تمييز في الجنس أو الجنسية.. بعد أن تسبب اختراعه لمواد متفجرة على إحداث خسائر شديدة في الأرواح والممتلكات على نحو فاق ما كان بالإمكان تخّليه..!، خاصة بعد أن تسبب الانفجار في وفاة أخيه في المصنع..! فأراد أن يسعى ومن خلال (تركّته) وقد أصبح ثريا ثراء فاحشاً إلى أن ينتصر للقيم الإنسانية ويعيد يقظة الضمير الحي..!! دعما للرخاء والازدهار لأفضل المجالات التي تخدم وتثري الحركة البشرية في مجالات العلم والطب والأدب والسلام، وفي عام 1900 صادق الملك أوسكار الثاني على قانون بتأسيس (مؤسسة جائزة نوبل)، وفي الموسم الذي تلاه (1901) أقيم أول حفل لتوزيع جوائز في المجالات الخمسة في العاصمة السويدية ستوكهولم.. فكانت بداية انطلاقة هذه (الجائزة النوبلية) واستمرت دورتها السنوية حتى وقتنا الحاضر.
والأكيد أن عالمنا العربي يملك عددا كبيرا من العلماء والأطباء في أفضل الجامعات والمراكز البحثية في داخل وخارج الدول العربية حصل بعضهم على جوائز علمية مختلفة محلية ودولية إلا أنه حتى اليوم.. ورغم مرور أكثر من مائة عام على إطلاق جائزة نوبل الدولية لم يحصل واحد من الأطباء والعلماء على جائزة نوبل بالتحديد في مجال الطب..!!
في مسيرة فصل التوائم السيامية تشير المعلومات التاريخية إلى أن أول جراحة ناجحة لفصل توأم سيامي ملتصق في منطقة حساسة سجلت باسم الطبيب الأمريكي (بن كارسون) عام 1987م، الذي نجح مع فريق طبي مكون من 50 شخصاً من خلال عملية استغرقت 22 ساعة في فصل توأم سيامي ملتصق من الجانب الخلفي من الرأس. وهي تمثل سابقة تاريخية في عالم طب جراحة فصل السيامية التي تميزت خلالها مملكتنا الغالية لتصبح أيقونة فصل التوائم السيامية عالمياً كدولة رائدة في هذا المجال بفضل الله ثم وجود الإمكانات والأجهزة الحديثة والخبرات الطبية المتوافرة بقيادة الطبيب والجراح العالمي د.عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة وفريقه الطبي، الحائز على العديد من الجوائز والأوسمة العالمية، بعد أن حطم الرقم القياسي في فصل التوائم السيامية، ولا يوجد جراح في العالم تجاوزه في عدد عمليات فصل التوائم. فعلى مدى 30 عاماً قام عرّاب فصل التوائم السيامية الطبيب والجراح العالمي (الربيعة) بإجراء عمليات فصل التوأم الملتصق بنجاح باهر رغم صعوبة العملية وحساسيتها، كما قام بالإشراف على أكثر من 106 حالات لتوائم ملتصقين من 21 دولة حول العالم، وقام أيضًا ومعه الفريق الطبي الوطني بإجراء أكثر من 48 عملية ناجحة لفصل توائم سيامية شهدتها مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في مدينة الرياض، أكدت علو كعب المملكة وتميزها بأطبائها المتخصصين، وأجهزتها المتطورة، لتصبح مملكة الإِنسانية رائدة (طبيًا وإِنسانيًا) في هذا المجال. كما شارك في إنجاز أكثر من 72 بحثا وورقة عمل في مجلات علمية مختصة ومحكمة.. وأمام هذه الأرقام الكبيرة ولغة المنجزات الطبية لرائد فصل السيامية البروفيسور «عبد الله الربيعة».. نتمنى أن يتم ترشيحه للجائزة العالمية في (الطب) بعد أن كرّس حياته في خدمة مملكة الإنسانية وإثراء هذا المجال.. بعد أن فاز بالجائزة في فترات ماضية من هو أقل منه (منجزاً وتخصصاً ودوراً ريادياً ناجحاً في أدق وأعقد التخصصات الطبية)، خاصة وأن الجوائز العالمية المختلفة ومنها بالطبع (جائزة نوبل) تحتاج في عملية الترشيح إلى دعم (الدول) المرشحة لملف مواطنيها من الأطباء والعلماء والخبراء.. كما تفعل معظم الدول الأوروبية حيث تتم آلية اختيار المرشحين للفوز بالجائزة (سنويا) وفقا لبرنامج معين يتم اتباعه بصورة دورية بداية استقبال أسماء المرشحين، وحتى مرحلة الإعلان عن الفائزين من قبل اللجنة (الأكاديمة السويدية المانحة للجائزة العالمية).
حقيقة: لا يوجد جراح في العالم تجاوز «د. الربيعة» في عدد عمليات فصل التوائم السيامية الناجحة وفك ألغاز الأجساد المتلاصقة.. فهل تطبق (وصّية) الأب الروحي (للجائزة النوبلية) بمنح الجائزة دون تمييز في الجنس أو الجنسية..!؟.