إيمان حمود الشمري
دورة هي الأولى من نوعها قُدمت للإعلاميين من تنظيم المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي، حيث قدمها الخبير الدولي (George Kotsolios)، شرح فيها كيفية تعامل الإعلام مع الكوارث البيئية في نقاط، واستعرض العديد من الكوارث لناقلات النفط البحرية، ابتدأت الدورة بدراسة حالة الخزان صافر والذي يعتبر قنبلة موقوتة ما لم يتم أخذ إجراء سريع لمنع تسرب النفط.
كما استعرض حالة التسرب النفطي لسفينة (برستيج) ودراسة حالة الانسكاب النفطي لسفينة (واكاشيو) التي انشطرت لنصفين بساحل موريشوس نتج عنه تسرب أطنان من النفط. ومثل هذه الكوارث البيئية عملية التنظيف فيها مكلفة جداً، وقد تستغرق سنوات طويلة لتعافي الثروة السمكية، كما أن هذا التأثير السلبي على البيئة سيكون مدمراً للمياه والشعب المرجانية، وسيلحق ضرراً كبيراً بالمنازل التي تقع بالقرب من الساحل، وقد يتسبب التسرب النفطي بتعطل الشحن الحيوي مما يكلف مليارات الدولارات يومياً.
كل هذه الأحداث والمعلومات مسؤولية تغطيتها تقع على عاتق الإعلام من حيث الإلمام بجميع الجوانب من تعريف المشكلة، والبحث عن أسبابها، وتحليلها وتغطيتها من الجانب العملي والإنساني، فقد يكون السبب سوء الأحوال الجوية، أو الاصطدام بالشعب المرجانية، أو إهمال وانحراف عن المسار من طاقم السفينة يستدعي إجراء تحقيق, إذ أن تأطير الحدث يجب أن يكون إيجابياً شاملاً يتحرى فيه الصحفي النقل الصحيح والدقة، فإن الإعلامي هو الوسيط بين مصدر الخبر والمتلقي، فإن التركيز من جانب واحد يعتبر نقلاً غير عادلٍ للإعلام غير المنصف.
من جانب آخر تناولت الدورة عدة نقاط لإعداد الصحفي والإعلامي الناجح في طريقة التحضير للحدث والبحث الكافي والدقيق قبل الذهاب لأي مناسبة أو تغطية، مؤكداً على أهمية احتواء الإعداد على أرقام وإحصائيات وحقائق تعزز موقفه وتبرز إلمامه، كما تحدث عن أهمية صياغة الخبر بطريقة متوازنة لا محتدمة، وتطرق لدور الإعلامي المحاور وأهميته في كيفية إعداد الأسئلة لإجراء المقابلات، فإن المقابلة هي ليست فرصة ليقول الطرف الآخر ما يخدم موقفه، وإنما الحصول على إجابات حقيقية تشبع فضول المشاهد.
في هذه الدورة التقيت بخبراء سعوديين شاركوا بمهمات رسمية مثل تنظيف أضرار ناقلة (أوكاشيو) بموريشوس وأثبتوا جدارتهم في إدارة الأزمات، وفوجئت بالكفاءات التي لدينا وشعرت أن الإعلام لم يسلط الضوء على عملهم ومهاراتهم وخطط الطوارىء التي يعملون عليها في أوقات قياسية، ونوعية الأدوات والآلات المستخدمة، إذ تعرفنا عن قرب على طريقة عملهم ومهامهم الشاقة، حيث تعتبر عملية استخراج البترول وتنظيف البيئة عملية معقدة، فما الدور الذي يقوم به تحديداً المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي؟ هذا ما سوف تعرفونه بمقال آخر.