أ.د.عثمان بن صالح العامر
المعروف أن برنامج جودة الحياة من البرامج المفصلية التي تسعى لتحقيقها والوفاء بها رؤية المملكة 2030، وهدفه الأساس تحسين نمط حياة الفرد والأسرة السعودية بل والمقيمين في ربوع وطن الخير والنماء المملكة العربية السعودية، والقارئ للواقع، المتابع لمجريات الأحداث، الراصد للمبادرات، المحلل للخطابات والكلمات التي سبق وأن ألقاها علانية أو قالها في مقابلاته ولقاءاته المختلفة مهندس الرؤية، ومبدعها، والداعم لمشاريعها ومبادراتها، والمتابع لتطبيقها وتنفيذ معطياتها على أرض الواقع، سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، يدرك إدراكاً يقينياً لا شك فيه أن لبرنامج جودة الحياة لدى سمو الأمير مرتكزات عدة أهمها:
- أولاً: إعادة النظر وتطوير العمل في سلطات الدولة الثلاث (التشريعية والقضائية والتنفيذية) سواء من خلال تطوير الأنظمة القائمة أو سن أنظمة جديدة من شأنها تجويد الحياة، أو من خلال اختيار الأكفاء لشغل المناصب الوزارية والقيادية أو جراء إدخال التقنية وتسهيل الإجراءات المطلوبة أو غير ذلك الأمر الذي ساهم كثيراً في تجويد الحياة خلال فترة زمنية وجيزة.
- ثانياً: القضاء على الفساد الذي يعكر صفو الحياة ويفسد جمالياتها، سواء أكان هذا الفساد :
- فساداً دينياً وذلك من خلال مواجهة التطرف والغلو بكل قوة وبسالة، ويتمثل ذلك في مقارعة ومنازلة وتتبع ورصد والقضاء على فلول الإرهاب في جحورهم من جهة، ومن جهة ثانية رفض الدعوات الإلحادية والشعارات التحررية أياً كان لباسها وشكلها، وتبني الوسطية في الدين منهجاً وفكراً والدعوة لذلك.
- أو فكرياً من خلال كشف حقيقة الأيديولوجيات المناهضة لمنهج بلادنا المباركة الوسطي، الرافضة لقيادتنا الحكيمة العازمة الحازمة، الساعية لزعزعة أمننا وتفريق وحدتنا، وشق صفنا، المناوئة لولاة أمرنا، المعلنة النيل من علمائنا الربانيين بل المخططة لسرقة بلادنا، وهذا ما أبان عنه موقف قيادتنا وهيئة كبار العلماء في بلادنا من تيارات الإسلام السياسي خاصة جماعة الأخوان المسلمين والسرورية والتبليغ وغيرها أصحاب الفكر السياسي المؤدلج.
- أو المالي والإداري وذلك برصد الحركة البنكية لمن تدور حوله الشبه من موظفي الدولة، ومن ثبتت إدانته بالسرقة أو الرشوة أو استغلال النفوذ اتخاذ حياله الإجراءات النظامية الرادعة.
- أو العقلي من خلال الحرب على المخدرات خاصة الشبو التي أذهبت عقول شريحة من أبناء الوطن للأسف الشديد، وصارت سلاحاً فتاكاً في أيدي أعداء بلادنا الغالية، حيث انطلقت مع مطلع هذا الشهر الحملة الأمنية المشددة لمكافحة المخدرات، بترتيبات وقرارات وصلاحيات جديدة قوية وصارمة، وبمتابعة وإشراف مباشر من لدن مقام سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين، رئيس مجلس الوزراء رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات شخصياً.
- أو قيمياً وأخلاقياً وذلك من خلال حماية الخصوصية للمواطن والمقيم، ويتمثل ذلك في إصدار نظام مكافحة جريمة التحرش، ونظام مكافحة الجرائم المعلوماتية، والعمل الجاد بهما.
- ثالثاً: السعي الجاد لتجويد القطاع الخدمي خاصة وجميع قطاعات التنمية على وجه العموم وفي جميع مناطق المملكة من خلال برامج التخصيص.
- رابعاً: نزع الهزيمة النفسية التي منينا بها ردحاً من الزمن، والتي جعلتنا أسارى لسياسة الإغراق الفكرية والإنتاجية حتى أصبحنا مجرد مستهلكين لما ينتجه الآخر غربياً كان أو شرقياً أياً كان هذا المنتج، والمراهنة على الشباب السعودي وفتيات الوطن، ورفع سقف التوقعات إلى عنان السماء ثقة بالله أولاً ثم اعتزازاً بالذات الوطنية والتراث المجيد، وفي نفس الوقت تحفيز الهمم وتشجيع القدرات وتنمية المهارات لكل راغب في تطوير الذات، فالانخراط في العمل وإتقانه بطريقة احترافية والشعور بلذة النجاح والإنجاز النوعي الوطني يحقق في النهاية جودة الحياة الفردية والمجتمعية.
- خامساً: تهيئة البيئة التنافسية للجميع من باب تحقيق العدالة المطلقة لكل من يملك الشهادات والمؤهلات والمهارات التي تكسبه القدرة على كسب الراهن لشغل ما من شأنه أن يجعله مشاركاً فعلياً لا شكلياً في تحقيق رؤية المملكة 2030 دون أي اعتبار آخر سوى الوطنية الحقة والمؤهلات المطلوبة وبعيداً عن الواسطة التي كانت مرضاً مستشرياً في غالبية جسد الوطن الغالي، أو الاعتماد على العقل الأجنبي واليد الوافدة.
- سادساً : جذب الاستثمارات الأجنبية بهدف تنويع موارد الاقتصاد السعودي المرتهن للنفط. ووفق ما نشرت وكالة الأنباء السعودية «واس» سابقاً، فإن أي شركة لديها تعاقدات مع أي جهة حكومية سواء كانت هيئة أو مؤسسة أو صناديق استثمارية أو أجهزة رسمية، سيتم إيقاف التعاقد معها في حال عدم وجود مقر إقليمي لها في المملكة بحلول عام 2024.
- سابعاً: ايجاد التوازن الحياتي بين متطلبات الإنسان الجسدية والروحية والعقلية بشكل يساعد في تحقيق الصحة النفسية لدى جميع الفئات ولكل الطبقات الاجتماعية التي معها تكون إنتاجية الفرد السعودي عالية ومؤثرة في مسيرتنا التنموية، وقادرة على العطاء الوطني الإيجابي الساعي لتحقيق جودة الحياة للمواطن والمقيم والزائر كذلك، حيث الدعم المادي والمعنوي لبرامج الثقافة والترفيه والرياضة والسياحة وما زال.
- ثامناً: الحرص على إيجاد بيئة صحية نظيفة، وهواء نقي، وخضرة دائمة، وطبيعة خلابة، ولذا كانت مبادرة السعودية الخضراء التي تعمل على زيادة اعتماد المملكة العربية السعودية على الطاقة النظيفة وتقليل الانبعاثات الكربونية وحماية البيئة، سواء أكانت نباتية أو حيوانية.
- تاسعاً: نشر ثقافات معززة للشعور بالذاتية والانتماء الوطني في الأوسط المجتمعية أمثال التطوع، والمواطنة الصالحة، والاعتزاز بالذات الحضارية، والمحافظة على التراث المادي وغير المادي.
- عاشراً: وقبل هذا وذاك حماية الوطن سياسياً وعسكرياً، وتحقيق أمن المواطن والمقيم والزائر على نفسه وعرضه وماله، فعدو وجود الحياة فضلاً عن جودتها (الخوف) كما هو معلوم، وفي نفس الوقت إعزاز مركز بلادنا المملكة العربية السعودية العالمي اقتصادياً، الركيزة الثانية للوجود في هذه الدنيا، إذ مع غياب الأمن الغذائي أو حتى ارتفاع أسعار السلع الأساسية للبقاء ارتفاعاً مبالغاً فيه يفقد الإنسان جودة الحياة التي هي - كما ورد أعلاه - هدفاً عزيزاً من أهداف رؤية المملكة 2030، ودمت عزيزاً يا وطني وإلى لقاء والسلام.