تقرير - سلطان المواش:
أوضحت الوكالة المساعدة للتواصل بوزارة الصحة في تقرير خاص للجزيرة عن مادة الميثامفيتامين { الشبو } ..
أن هذه المادة تعد من أكثر المواد المخدرة ارتباطاً في الجرائم، وذلك بحسب تقرير مركز مراقبة السموم والكيمياء الطبية الشرعية في الولايات المتحدة سنة 2016م ، كما تشير أبحاث المسح الوطني في الولايات المتحدة الأمريكية (NSDUH) أن مادة الميثامفيتامين تعد إحدى أكثر مواد الإدمان المنشطة شيوعاً.
وفيما يتعلق في آثار استخدام الميثامفيتامين فهي مروعة، وخطيرة للفرد من الناحية النفسية، والطبية، والاجتماعية، حيث إن استخدام مثل هذه المادة يؤدي إلى فقدان الذاكرة، والعدوانية، والذهان، إضافة إلى أضرار في الجهاز القلبي، والأوعية الدموية، وسوء التغذية، وأضرار شديدة في صحة اللثة، والأسنان، بالإضافة إلى أضراره المدمرة على الفرد، وتهديد كافة الجوانب المجتمعية، والاقتصادية، إذ أنه مرتبط في الجرائم، والبطالة، وإيذاء الأطفال، وكبار السن.
وبحسب تقرير لمنظمة (RAND) فإن التكلفة السنوية لإدمان الميثامفيتامين في الولايات المتحدة الأمريكية تصل إلى 23 مليار دولار، وأظهرت دراسات المسح الوطني في الولايات المتحدة الأمريكية أن نسبة انتشار إدمان الميثامفيتامين حوالي 0.6 % من عدد السكان في الولايات المتحدة.
كما أظهرت إحدى الدراسات المحلية في مدينة جدة أن عدد الوفيات المرتبطة الميثامفيتامين تصل إلى 4.8 % من إجمالي الوفيات الناتجة من المواد المخدرة، وأن 40 % من حالات الميثامفيتامين (الشبو) التي تم دراستها مرتبطة في العنف، حيث شكلت الحوادث منها حوالي 61 %، والانتحار 21 %، والقتل حوالي 17 %.
ونظراً للآثار الناجمة عن إدمان مادة الميثامفيتامين (الشبو) فإن الحاجة لرفع الوعي والوقاية والبرامج العلاجية ملحة، وذلك للحد من تلك الآثار.
أما طبيعة مادة الشبو وطرق استخدامه، فهي مادة منبهة قوية، شديدة الإدمان، وتؤثر على الجهاز العصبي المركزي، و هي مشابهة كيميائيًا للأمفيتامين، و يأتي على شكل مسحوق بلوري أبيض عديم الرائحة، ويذوب بسهولة في الماء والكحول، ويعرف بالكريستال ميث، ولها عدة أشكال، حيث يمكن تدخينها، أو استنشاقها، أو بلعها من خلال الفم، أو حقنها في الوريد، ويؤدي إلى وصوله بسرعة إلى الدماغ.
وتكمن خطورة الميثامفيتامين في سهولة تصنيعه محلياً من خلال مواد أولية متاحة، ويسهل الوصول لها والحصول عليها بطريقة مشروعة، وهذا يختلف عن أنواع المخدرات الأخرى مثل الحشيش، والأفيون، أو القنب الهندي، والكوكايين.
أما الآثار الصحية لتعاطي الميثامفيتامين، فتظهر الآثار الفورية (قصيرة المدى) لإساءة استخدام الميثامفيتامين؛ من خلال أخذ كمية بسيطة من الميثامفيتامين، وينتج عنها العديد من الآثار الصحية كالمنشطات الأخرى مثل الامفتامين، والكوكاين، وهي زيادة اليقظة، والنشاط البدني، ويقلل الشهية، وهلاوس سمعية، وبصرية، والعنف، والسلوك العدواني، وارتفاع درجة حرارة الجسم، وارتفاع ضغط الدم وزيادة سرعة دقات القلب.
وتشمل الآثار طويلة المدى لتعاطي مادة الميثامفيتامين ما يلي:
الإدمان:- الميثامفيتامين إدمانه عالٍ فعندما يتوقف الشخص عن الاستخدام تظهر عليه الأعراض الانسحابية مثل القلق والخمول واكتئاب شديد ورغبة عالية للاستخدام، ويلاحظ تأثير مادة المثامفيتامين ( الشبو ) من خلال الشعور بالنشوة الناتج عنه حيث يفرز الجسم مستويات عالية جداً من الناقل العصبي دوبامين (Dopamine)، وهي مادة كيميائية تفرز في الدماغ لها دور في التأثير على التحفيز والمتعة والوظائف الحركية. وكما هو الحال مع العديد من المنشطات فإنه غالباً ما يتم إساءة استخدام الميثامفيتامين، ويحاول المستخدمون الحفاظ على تأثيره بتناول المزيد من العقار قبل زوال تأثير الجرعة الأولى.
من الجدير بالذكر أن المستويات العالية من الدوبامين (Dopamine) التي تنتج عن استخدام الميثامفيتامين تجعله أكثر سميِة وقابلية للإدمان وضرراً للجهاز العصبي في الدماغ، ويختلف الميثامفيتامين عن المنشطات الأخرى ويعتبر أكثر خطورة منها لأن نسبة كبيرة منه تبقى فترات طويلة في جسم الإنسان، مما يسمح بوجوده في الدماغ لفترة أطول وبالتالي امتداد تأثيره المنبه للجهاز العصبي مدة أطول.
والاضطرابات النفسية:-
يعاني الأشخاص الذين يتعاطون الميثامفيتامين من معدلات عالية من الاضطرابات النفسية المصاحبة.
وفي دراسة أجريت على 189 فرداً يعانون من إدمان الميثامفيتامين :- 29 % يعانون من اضطراب ذهاني، 32 % يعانون من اضطرابات المزاج و27 % يعانون من اضطرابات القلق.
والاكتئاب:-
يزيد الشبو من إنتاج هرمون الدوبامين (هرمون السعادة) من المخ، ولكن مع الاستمرار في تعاطيه، يتوقف المخ عن إفراز الدوبامين طبيعياً، ويفرزه فقط في وجود المخدر؛ ومن ثم يشعر المدمن بالاكتئاب والحزن مع وقت انتهاء مفعول الشبو.
والذهان (الفصام) :- بسبب زيادة مادة الدوبامين يصاب مدمن الشبو بهلاوس سمعية وبصرية، وقد ينتهي الأمر بإصابته بالفصام.
وسكتة دماغية وتلف الدماغ :- إذ تتعرض خلايا المخ للتلف، وتتدهور وظائف المخ، وينتهي الحال بالسكتة الدماغية أو نزيف المخ. حيث وصفت دراسة علمية تضمنت 250 بالغاً في الولايات المتحدة بقسم الطوارئ في مركز الأدوية الجامعي عانو من نزيف داخل المخ بين عامي 2013 و 2015 كان لدى 41 من المرضى اختبار سموم إيجابي للميثامفيتامين وكان مرضى السكتة الدماغية النزفية الذين استخدموا الميثامفيتامين أصغر سناً من السكتة الدماغية في غير المستخدمين المرضى (متوسط العمر 52 مقابل 67 سنة).
ونوبة قلبية :-
يؤثر الشبو على انتظام ضربات القلب، غالباً ما يسبب ذلك زيادة معدل ضربات القلب عن المعدل الطبيعي، ولكن أحياناً قد يسبب بطء ضربات القلب وارتفاعاً في ضعط الدم؛ وتؤدي هذه الاضطرابات إلى السكتة القلبية.
أظهرت إحدى الدراسات أن المرضى الذين يعانون من اعتلال عضلة القلب في نظام مستشفى واحد زادت نسبة الحالات المرتبطة بالميثامفيتامين من 1.8 % إلى 5.6 % في عام 2009.في دراسة أخرى ما يصل إلى 72 % من مستخدمي الميثامفيتامين أظهرت تغيرات في التخطيط الكهربائي للقلب تشمل ارتفاع ضربات القلب، انحراف المحور الأيمن، تضخم البطين الأيسر ومتلازمة QT الطويلة(اضطرب النظم القلبي).
مشاكل الأسنان الحادة مثل تسوس الأسنان وتساقطها.
وفقدان الوزن:-
يظهر بشكل واضح علي وزن المتعاطي الذي يقل بشكل كبير نتيجة زيادة نشاط الغدد المسؤولة عن الحرق وسوء التغذية.
وتلف الرئة:- تكثر أضرار مخدر الشبو على الرئتين والجهاز التنفسي في حالة تعاطي المدمن الشبو من خلال التدخين، فتتلف خلايا الرئة وتتدهور وظائفها.
ومرض كلوي:- يقع بعض العبء على الكلى في عملية التخلص من سموم الشبو، وتتأثر وظائفها سلباً، الأمر الذي قد يصل إلى الفشل الكلوي.
أما التليف الكبدي:- يقع الكثير من العبء على الكبد في حالة تعاطي مخدر الشبو.في البداية يقاوم الكبد المخدر، ولكن مع الاستمرار في تعاطيه تتلف خلايا الكبد، ويفشل في أداء وظائفه، وتنتج حالة طبية تعرف بفشل الكبد.