رقية سليمان الهويريني
خلال الحملة المباركة للحرب ضد المخدرات تم نشر خبر القبض على مجموعة من الشباب والفتيات في أحد الشاليهات وهم في وضع مريب, وقد ثبت تعاطيهم لمادة الكوكائين والشبو المخدرين، وبحمد الله تم محاكمتهم وبناءً عليه توجّب سجنهم بمدد مختلفة.
وقد نشأت الاستراحات والشاليهات نتيجة حالة ترف اقتصادية واجتماعية جعلت اللقاءات العائلية الصغيرة لا تنعقد إلا فيها كأحد أشكال المباهاة، لذا ظهرت إعلانات تنافسية عن الاستراحات المعدة للتأجير.
ويبدو حالياً أن بعض تلك الأماكن قد تحولت إلى ظاهرة تحمل الأخطاء والسلبيات، ابتداءً من امتلاك مساحات كبرى حول المدن وفي وسطها، مما يشير إلى بيئة غير صحية، سواء من حيث ارتفاع أسعار الأراضي ومزاحمتها التخطيط العمراني، فضلاً عن الإفراط في السهر والتجاوز في كمية المأكولات، والحاجة للعمالة الهامشية كالحراس والخدم والصبابين.
وهذه الفوضى أوجدت عبئاً اقتصادياً على تخطيط المدن، إضافة إلى التفكك الأسري حيث تحولت الاستراحات إلى ملجأ للمراهقين والشباب وحتى أرباب الأسر الهاربين من واجبات العائلة ومسؤولياتها, وظهرت حالة من الشكوى والتذمر من تشتت العوائل، وضياع الشباب، كما أن بعضها أصبح موقعاً ملائماً لصناعة الخمور وتعاطي المخدرات، وإقامة العمالة الهاربة، وإيواء الإرهابيين وتدريبهم وتشكيل الخلايا النائمة، فهي حينئذٍ تشكل تهديداً أمنياً بالغاً.
ولعله قد حان الوقت للنظر في وضع تلك الأماكن بعد أن سببت تمزقاً في النسيج الأسري والتجمعات المشبوهة، واستبدالها بالديوانيات العائلية الواسعة داخل الأحياء السكنية التي تجمع أهل الحي المعروفين بشكل دوري يومياً وأسبوعياً، ويمكن تأجيرها بنهاية الأسبوع أو في الأعياد والمناسبات أو ما تسمى بالدوريات العائلية لأحد سكان الحي الذي يتحمل مسؤوليتها كاملة أثناء إقامة المناسبة وصرف الإيرادات على تحسينها وخدمتها حتى لا تندثر. وأجزم أنها ملائمة للقاءات وصلة الرحم، حيث لا تستوعب بعض المنازل الصغيرة الأعداد الكبيرة من الأقارب.
وأياً كان الشكل والوظيفة؛ فإنه من الضرورة نشر الدوريات الأمنية ومتابعتها ووضع لوائح وتعليمات واضحة، مع توخي الأمن والسلامة فيها، كون الديوانيات جزءاً من الترفيه.