سلطان مصلح مسلط الحارثي
خسر فريق الهلال لقب دوري أبطال آسيا في نسخته 2022 من أمام فريق أوراوا الياباني منذ مباراة الذهاب التي أقيمت في الرياض وانتهت بالتعادل الإيجابي 1/1، فلا مدرب الهلال تعامل مع المباراة بشكل صحيح، ولا اللاعبين قدموا مهر البطولة، ولا حكام مباراتي النهائي أنصفوا الهلال، ولا اتحاد الكرة السعودي ساعد ممثله في مهمته الوطنية، واجتمعت على الهلال من كل حدب وصوب كما يقال، فخسر البطولة التي كانت ستضاف لسجله البطولي الضخم، ولكن ذلك النهائي انتهى، وانتهت معه طموحات المشجع الهلالي الذي كان يأمل في اللقب «الخامس» على مستوى دوري الأبطال، والتأهل لكأس العالم للمرة الخامسة، ولكن لاعبي الهلال «خذلوا» جمهورهم، وخذلوا كل من راهن عليهم، لتأتي ردة الفعل قاسية جداً من قبل المحبين، وهذا أمر طبيعي في ظل أن الغالبية يتعاطون مع فريقهم بعاطفة جياشة، ويبنون آراءهم بحسب «الانطباع الأولي»، ولكن لو فكروا بالمنطق وعادوا للواقعية، لكانت ردة فعلهم أهدأ بكثير، فالهلال كان ولا زال زعيما للقارة بألقابه الـ8، وخسارة لقب آسيوي، لن يكون نهاية المطاف، فالهلال اعتاد على الآسيوية، وهي اعتادت عليه، وإن خسر بالأمس لقبا قاريا فهو اليوم لديه لقب آخر، ونهائي آخر، يسعى من خلاله لزيادة رصيده من البطولات، وهكذا هو الزعيم العالمي، ما إن ينتهي من رحلة شاقة،حتى يبدأ في أخرى، وما إن يخسر لقبا حتى يعود ويحقق آخر، لا يتأخر عن أنصاره في نشر الفرح بينهم، ولا يتأخر في نشر الفرح عند منافسيه الذين أصبحوا ينتظرون خسارة الهلال، وينثرون الفرح في مواقع التواصل الاجتماعي، بل ويتشمتون بهذا الزعيم العالمي الذي وصلت سماعته لأقاصي الدنيا، وحقق من الإنجازات والبطولات ما لم يحققه أي فريق عربي ولا آسيوي، فهل مثل هذا النادي يُشمت به؟! وماذا سنقول عن بقية الأندية التي لم تحقق أي منجز آسيوي؟ أو تلك الأندية التي يحلم أنصارها في تحقيق لقب دوري أبطال آسيا؟ أو تلك التي غابت عن المشهد الآسيوي منذ عقود؟ هل يعتقدون بفرحتهم وإسقاطهم عليه أن الزعيم سيسقط؟ إن كان ذلك تفكيرهم وهدفهم، فهم لم يدركوا أن الهلال أُسس ليبقى بطلاً لا تؤثر فيه العواصف الطارئة، ولم يستوعبوا حجم الفارق بينهم وبين هلال الأرض، الذي واجه التحديات وقهر الصعاب، ووصل لمرحلة يصعب على غيره الوصول لها، فالهلال اليوم وصل للعالمية بحق وحقيقة، وأصبح طموح عشاقه ومحبيه مرتفعاً جداً، وفي المقابل، صر طموح المشجع غير الهلالي، يتوقف عند الهلال نفسه، فإن خسر فرحوا وتجاهلوا حال فرقهم، وإن كسب، ذهبوا للتشكيك في منجزاته وبطولاته.
تحت السطر:
- يسعى فريقا الهلال والوحدة مساء اليوم لتحقيق لقب كأس الملك، فالهلال العائد من خسارة دوري أبطال آسيا يسعى لإنقاذ موسمه بتحقيق اللقب الغالي على كل الرياضيين، بينما يسعى فريق الوحدة لتحقيق اللقب الغائب عنه منذ أكثر من ستين سنة.
- يعتقد الغالبية من جماهير الهلال إن تحقيق لقب كأس الملك فيه إنقاذ لموسم الهلال الذي لو خرج خاسراً سيكون موسمه صفريا على مستوى البطولات، ولذلك يجب على لاعبي الهلال إهداء الفرح لجماهيرهم بعد خسارة لقب دوري الأبطال.
- خسارة الهلال لقب دوري أبطال آسيا صدم الهلاليين الذين كانوا يمنون النفس بهذه البطولة لعدة أسباب من ضمنها.. تعزيز الزعامة،واحتكار اللقب، وتحقيقه للمرة الخامسة، ولكن الواقع كان مريرا بسبب دياز وبعض لاعبيه الذين يستحقون النقد، وسيأتي الدور لكشف الحقيقة بكل تجرد.
- خسر فريق الهلال لقب دوري أبطال آسيا واستمر زعيماً للقارة بألقابه الـ8، وسيعود مجدداً لتحقيق هذه البطولة التي ارتبطت بالهلال وارتبط بها، كما هو حال فريق ريال مدريد مع دوري أبطال أوروبا.
- بعد فوز الاتحاد على أبها وتعادل النصر مع الخليج اقترب الاتحاد كثيراً من تحقيق دوري روشن بعد غياب استمر أكثر من 10 سنوات،وابتعد كثيراً فريق النصر عن اللقب، كما خرج قبلها من كأس الملك، وخسر لقب السوبر على يد الاتحاد، ولكن خسارة النصر للألقاب ليست بغريبة رغم الدعم المادي الكبير الذي تلقاه أصفر الرياض، إلا أن النصر يعاني من فشل يحاول تغطيته إعلام النصر.
- في حال تحقيق الاتحاد لقب الدوري وقبله كأس السوبر، وتحقيق الهلال لقب كأس الملك، يكونان قد حققا بطولات الموسم وهما موقوفان عن التسجيل، ومن أوقفهما يخرج من الموسم دون أي بطولة، وهذا يدل على أن كسب «القضايا» لا يمكنك من كسب «البطولات».