علي الزهراني (السعلي)
ستة عشر نادياً أدبياً كما يقال في المثل «على كفّ عفريت», إن القرارات الأخيرة التي انخذتها مقام وزارة الثقافة بتحويل تلك الأندية إلى التسجيل في منصة التبرعات, هذا ما جاء في عنوان ثقافية الجزيرة من خلال محررها النشط علي القحطاني من خلال ( منصة المركز الوطني للقطاع غير الربحي خلال الشهر الحالي؛ وتفعيل ما تضمنته إستراتيجية وزارة الثقافة للقطاع غير الربحي، الهادفة لبناء منظومة متنوعة من المنظمات غير الربحية في مختلف القطاعات الثقافية، تنتشر في جميع المناطق، من خلال ست عشرة جمعية مهنية في ثلاثة عشر قطاعاً ) وكانت بداية إنشائها في اللقاء الذي عقده صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز -يرحمه الله- الرئيس العام للرئاسة العامة لرعاية الشباب الأسبق بالرياض، في عام 1395 هـ /1975م مع عدد من الأدباء والمثقفين من مناطق المملكة العربية السعودية، للتباحث في شأن صيغة مؤسسية لتفعيل الثقافة ..
يا الله!
صدمة كبيرة أصابت بعض مثقفي وأدباء المملكة قرابة خمسين سنة من عمر الأندية الأدبية ولعل نحن هنا لا نناقش القرار لالا لا لكن تبعاته وما يؤول إليه وبالأحرى ماذا يستفيد المثقفون من كل هذا وخصوصا الشباب؟
ميزانية الأندية الأدبية قبل توقف الدعم مليون ريال ولا تكفي في طباعة الكتب والدواوين الشعرية والمجموعات القصصية والروايات وهكذا من ندوات ومحاضرات وأمسيات ولقاءات.. مليون ريال هل تكفي؟ سؤال مهم في هذا الظرف والإجابة ربما من وجهة نظري تتلخص في هِمّة بعض رؤساء الأندية وذممهم التي لا نشك في نزاهتها ولكن هناك البعض يتفرّج على المدرج بمعنى أندية بعدد أصابع اليد الواحدة هي من تنفق هذا المبلغ الضخم سابقاً والعادي الآن في ظل ظروف العالم المادي الآن، عدد من الأندية الأدبية عملت وبذلت وطبعت آلاف الروايات والدواوين والمجموعات واللقاءات والأمسيات والملتقيات المحلية واستقطاب كبار مثقفي الخليج والعرب هنا في مملكة الإبداع والبقية البقية في حياتكم.
يا الله!
ستة عشر نادياً أدبياً في قطاع غير ربحي ماذا؟ نعم يا من كنتم تحاربون عمل بعض الأندية وتقاطعون أمسياتها وتشنون أكبر الحملات الإعلامية ضد رؤسائها لطماً بالحرف وشتماً بالتعريض، الآن خلا المكان لكم فمن التالي « الشريك الأدبي» مثلا؟
يالله!
ستة عشر نادياً أدبياً تتحوَّل لجمعية غير ربحية نعم صدق أولا تصدق عزيزي المثقف والأديب فلا نسمع الحروف المعطرة من أفواه الشعراء، لا نرى ذاك القاص حين ينسج من حكاياته استجرار ألف ليلة وليلة ونحن كجمهور ومستمع ومستمتع نصفق والابتسامة تعبر أفواهنا، لا نناقش لا نتحاور لا نختلف مع ضيوف وقمم لها ثقلها في مشهدنا الثقافي.
ياالله!
أين تذهبون أيها الشباب؟ في المقاهي الأدبية عبر الشريك الأدبي والتي شابها بعض الشللية في استضافات
فضلاً إلى عدد بسيط من روادها في تقرير الحالة الثقافية الذي أصدرته وزارة الثقافة إلى أن حضور فعاليات هيئة الأدب والنشر 385 وفعاليات نادي الحدود الشمالية الأدبي فقط هو 6500 ولك عزيزي القارئ أن تقارن بين نادٍ وبين هيئة الأدب والنشر بشركائها.
الإلغاء من وجهة نظري تحتاج إلى إعادة نظر فيه لا مانع من محاسبة المقصرين وإخضاع الأندية الأدبية للحوكمة أما:
وكلٌّ يدّعي وصلاً بليلى
وليلى لا تقرُّ لهم وِصالاً
ولو عَلِمتْ بما يحكيهِ عنها
لشقّتْ صدرَها وأتتْ وبالا
سطر وفاصلة
شكراً لنادي الباحة الأدبي
شكراً لنادي جدة
شكراً لنادي الحدود الشمالية
والشكر لكل رئيس نادٍ أدبي من الأندية الستة عشر الذي همّه الشباب وطباعة إنتاجهم وتوظيف إبداعهم
السؤال الآن: أين يذهب المثقفون الآن بعد تحجيم دور الأندية الأدبية؟