ميسون أبو بكر
حظرت مجموعة من الدول بعض تطبيقات السوشيال ميديا لوقاية مجتمعاتها ليس فقط من العبث السياسي بل من الفساد الأخلاقي الذي سهلت بعض تلك التطبيقات انتشاره وتفشيه، بخاصة أن أغلب مستخدميها من فئة الشباب والمراهقين، ولا أعتقد أن هذا القرار يخالف حرية الفرد إن ما وضعتا في كفتي ميزان تلك الحرية المزعومة في الاستخدام الخاطئ ومصلحة المجتمع واستقراره.
وجد بعض الضائعين ضالتهم في هذه التطبيقات، الفراغ والكسل وعدم الاندماج مع المجتمع بشكل طبيعي وعدم ممارسة الرياضة وأيضاً في ظل غياب الرقابة الأسرية وعدم الترابط الأسري الكافي وتناول البعض للمخدرات التي تذهب بالعقل والإدراك.
استسهلوا كل شيء في غياب الوعي والبعد عن ثوابت أخلاقية كان لا بد وضعها كإطار لحياتنا لا يمكن أن نخرج منه، فكم هي المجتمعات التي تحضرت وقفزت للمستقبل مع تمسكها بالأخلاق والسلوكيات الحميدة - اليابان- أنموذجاً.
بعض الشباب اختلط عليهم الحابل بالنابل وظنوا أن الانفتاح هو الانزلاق عن الطريق الذي سلكه آباؤهم وأجدادهم، والحرية هي التي لا ضوابط لها ولا حدود وتجاهلوا قيمهم وتعاليم دينهم وتقاليد عالمنا العربي التي لم تنزلق في حضيض دول الغرب الذين انسلخوا من كل القيم وتعاليم الأديان السماوية فكثرت عللهم ومشاكلهم وآفات المجتمع والأمراض النفسية والعضوية.
الضوابط التي وضعتها وزارة الإعلام وهيئة الإعلام المرئي والمسموع وموثوق الذي يمنح الرخص لإعلانات المشاهير الذين تجاوز معظمهم الأخلاقيات والأصول لزيادة متابعيه وتحقيق أرباح أكثر على حساب المجتمع وقيمه. كانت تلك الضوابط لهم بالمرصاد وتصدت لهم أجهزة الدولة وقوى الأمن التي لا تنام عينها.
تطربنا عبارة -تم القبض - التي جعلت من المجتمع شريكاً في الإبلاغ عن المسيئين، وحملة الدولة على المخدرات هي جرس إنذار لكل من تسول له نفسه العبث بالمجتمع الذي يتنفس اليوم حياته الجديدة المنفتحة على الآخر بفضاءات مشرقة محلقة نحو الأجمل.
كل شخص مسؤول عن هذا البنيان العظيم، والتوعية ثم عقاب المجرمين هو الطريق السليم لحرية مسؤولة كي لا تضطر الدولة حجب بعض المواقع التي أسيء استخدامها.
وسلامتكم.