لا يمر يوم إلا ونسمع بوسائل التواصل أو الفضائيات أو نقرأ خبرًا مُتصدرًا صفحات الصُحف حادثة توجع القلب وتؤلم أُسرة المجتمع ككُل، فما من أب قتل أطفالًا أو زوج قتل رفيقة دربه أو حادث طريق يودي بحياة العشرات إلا وثبت من التحقيقات بأن وراءها سلاحًا خفيًّا في حرب مُعلنة تطعن من الخلف كالإرهاب ألا وهو آفة المخدرات وسيلته «عقل كان مغيبًا»، آفة إن انتشرت في المجتمع فلن يسلم من بشاعتها الأسرة السعودية المُستقرة، كونها تُهلك الأخضر الذي ننتظره من أبنائنا فتُضيع مستقبله ككل.
لابد أن نعترف بحجم هذا الخطر.. الذي حملتهُ رؤية المملكة في طياتها، وقادته وزارة الداخلية برجالها الأوفياء، بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية هنا وهناك بخطة مواجهة مُحكمة يتبناها الملك سلمان وولي عهده الحالم كون مُحاربة المخدرات لا تقل أهمية عن محاربة الإرهاب.. فالاثنان يستهدفان تحطيم بنية المملكة الداخلية واهتزاز صورتها الدولية.
ولذلك عملت الدولة على حملة (وطن بلا مخدرات) فعملت على زيادة إحكام السيطرة على الموانئ والمنافذ البحرية والبرية أي غلق صنابير المخدرات من المنبع وتشجيع المواطنين على الإبلاغ عمن يتاجر أو يتعاطى عن طريق السرية والاهتمام بالبلاغ، وتغليظ العقوبات لتشمل التاجر والمتعاطي أو من يدور في فلكهما.. وإنزال أقسى العقوبات وأغلظها ضد من يتاجر بأرواح زهرات شبابنا، وعلى الأسرة أن تُساعد أجهزة دولتها فتراقب أبناءها بشكل دائم ومستمر، إلى جانب المؤسسات الرسمية وغير الرسمية التي تعنى بشؤون الشباب واحتوائهم بطريقة متطورة وحضارية، لاسيما في بيوت العلم من المدارس والجامعات والمساجد والإعلام بطرائقه المتعددة عبر العالم الافتراضي المفتوح، لزرع قيم الفضيلة ومحاربة كل الطرق المؤدية إلى هذا النفق المظلم الخطير لإنقاذ شبابنا من الوقوع في براثن الإدمان للمخدرات، من أجل وطن بلا مخدرات.
إنها حملة وطنية تشمل أبعادًا كثيرة لا تنفصل (اجتماعية واقتصادية وثقافية مختلفة)، وتخاطب جميع شرائح المجتمع، في أكبر تحديات له ولكافة المُجتمعات حاليًّا، إذ تستهدف ضحايا التفكك الأسري من الشباب والمراهقين، وأصحاب النفوس الضعيفة من خلال أصدقاء السوء أو غيرهم، ولذلك تتأثر حياة المدمن من جميع الجوانب، سواء كانت جسدية أم نفسية أم اجتماعية أم اقتصادية.
إننا نريد أن نكون وطنًا بلا إدمان أو مخدرات.. فتحية للمجتمع الصالح ورجال أمننا بوزارة الداخلية وإعلامها، للاهتمام وتوضيح الأمور أولًا بأول.