«الجزيرة» - المحليات:
يترقب المتخصصون والمهتمون في المملكة انطلاق مؤتمر الإعلام الوطني الذي تنظمه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ممثلةً في كلية الإعلام والاتصال خلال الفترة من 21-22 مايو 2023م، والذي يعول عليه المتخصصون والمهتمون لتأصيل مفهوم الإعلام الوطني، وإثراء أطره النظرية، وبحث إسهامات الإعلام الوطني السعودي في قضايا المجتمع، ومواكبة التطورات التي تشهدها المملكة، انطلاقاً من رؤية 2030م، وبيان الدور الوطني المنتظر من الإعلاميين الشباب في المملكة، في ضوء الرؤية.
وأكد رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الأستاذ الدكتور فهد بن عبدالعزيز العسكر بأن اللجنة شرعت منذ وقت مبكر باقتراح المرشحين لتقديم أوراق العمل، والمشاركين في الجلسات الحوارية والخاصة للمؤتمر. لافتاً إلى أنه سيشارك في المؤتمر حوالي 70 متحدثاً من القيادات الإعلامية السعودية الأكاديمية والمهنية، والنخب الثقافية والفكرية، يثرون بمداخلاتهم أكثر من 16 جلسة حوارية و4 ورش عمل.
وحول فعاليات المؤتمر بين د.العسكر أنها تتنوع بين جلسات المداخلات التي تتناول الأبعاد الأكاديمية ذات العلاقة بالإعلام الوطني، والجلسات الحوارية التي تتناول جانباً من القضايا المهنية ذات العلاقة بالإعلام الوطني، بمشاركة عدد من الإعلاميين المهنيين والأكاديميين، إلى جانب الجلسات الخاصة التي تتحدث فيها نخب من القيادات الوطنية حول عدد من القضايا المتعلقة بالشأن الإعلامي السعودي على المستوى الوطني والدولي.
كما بين سعادته أن مختلف مجالات الإعلام والاتصال تحفل اليوم بالعديد من المفاهيم المتباينة حول ملكية وسائل الإعلام وأدوارها وقيمها المهنية. مضيفاً أن بعض الممارسات الإعلامية في الدول النامية تنزع إلى العمل وفق مقتضيات السوق لتلبية رغبات الجماهير على حساب الأولويات الوطنية، مع انشغال بعض الممارسات الإعلامية، في الدول نفسها بالعمل الدعائي الذي يتوهم القائمون عليه أنهم بذلك يحققون الصالح العام، دون اعتبار لما تفرضه المتغيرات الاتصالية والأدوار المهنية من ضرورة المزاوجة بين تطلعات الجماهير ومقتضيات الدور الوطني لوسائل الإعلام.
ويضيف د.العسكر أنه على الرغم من تداعي وسائل الإعلام على مختلف ملكيتها وتوجهاتها، خلال أوقات الأزمات والتهديدات الخارجية، للاتحاد ضمن منظومة الرؤية الوطنية، إلا أن هذا الواقع غير كاف للقطع بتبلور الإعلام الوطني، حيث ما تلبث مواقف وأولويات كل أو بعض وسائل الإعلام أن تتبدل بعد انجلاء الأزمات واستقرار الأوضاع.
وعلى الرغم مما يراه سعادته من بروز العديد من الإشكالات في الممارسات الوطنية لوسائل الإعلام عبر العالم إلا أنه يعتقد أن وسائل الإعلام السعودية حرصت منذ نشأتها على القيام بدور وطني مهم، خاصة لمواجهة التحديات التي مرت بها المملكة خلال تاريخها بفعل التداعيات الإقليمية والدولية، ومع ذلك يرى د.العسكر أن الممارسات والتشريعات الإعلامية في المملكة تحتاج إلى مراجعة وتقويم، بما يضمن إسهام الممارسات الإعلامية في تهيئة البيئة المحلية معرفياً وسلوكياً لمواكبة رؤية المملكة 2030م وتحقيق مستهدفاتها.