مها محمد الشريف
مشكلة المخدرات في العالم أجمع قائمة، ولها آثار مدمرة على الفرد والمجتمع في جميع مجالات الحياة، ونقول بوجه عام إن مصلحة الفرد متفقة في نهاية الأمر مع مصلحة الجماعة، من الناحية النفسية والاجتماعية والاقتصادية، وعلينا أن نلقي الضوء على خطرها، وما ينتج عنه من مؤثرات عقلية وأخلاقية، وبدافع الواجب المحض على الجميع مواجهة هذا الخطر الذي يقلق السلم والأمن العالميين.
والحملة على المخدرات، تأتي من استشعار القيادة لخطورة الوضع وحجم الاستهداف للشعب السعودي، لذا فوجوب أن توجد إشارات مقصودة أمر لا غنى عنه فالنيابة العامة السعودية قالت: «يعاقب بالسجن كل من يتردد على مكان معد لتعاطي المواد المخدرة أو المؤثرات العقلية وذلك أثناء تعاطيها مع علمه بما يجري في ذلك المكان وإن لم يثبت تعاطيه»، والأمن العام: حث على التبليغ عن مهربي ومروجي المخدرات على 995 لأمن الوطن وسلامة الأسرة والمجتمع.
وفقاً لذلك، يتم عليه تفسير وشرح هذا الخطر الداهم من حيث النوعية والأثر المترتب على المتعاطي أو المدمن من أشكال وأصناف المخدر الذي تضاعف انتشاره في السنوات الأخيرة من حيث المشكلات والأحداث وباتت تداعياتها أكثر خطورة، حيث ظهرت حوادث غريبة على المجتمع كان القاسم المشترك بينها هي الأنواع الجديدة من المخدرات، فاللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات في السعودية المعروفة باسم «نبراس» قد حذَّرت من خطر المخدرات عموماً ومخدر الميثامفيتامين - المعروف باسم «الشبو»، الذي يُعد مادَّة منشطة شديدة التأثير على الجهاز العصبي المركزي يتم تحضيرها من الأمفيتامين وهي من المخدرات المصنعة كيميائياً ولها عدد من الأسماء على حسب الموقع الجغرافي، مثل: «الشبو، الميث، الكريستال، سبيد، الثلج» مشيرة إلى أنها «تتسبب بزيادة مفاجأة في مستويات الدوبامين في الدماغ.
مما يغير طريقة تفكير واستيعاب متعاطيها للأحداث من حوله، بالإضافة إلى الهلاوس السمعية والبصرية، مما يجعله في حالة اضطراب نفسي يقوده إلى العنف والتهور في سلوكياته بشكل عام». وفي هذا الجانب مضاعفة الجهود التوعوية في الجامعات والمدارس والمنشآت الصحية المعنية بمعالجة الإدمان فيما يخص جانب المخدرات، واستمرار مثل هذه الحملات سيُسهم في حقيقة الأمر إلى عقل منضبط قادر على إدارة نفسه بشكل مستقل دونما تأثير خارجي، من أجل مستقبل يتم تحريره من سلاسل الآخرين الذين لهم أثر سلبي على التطور والتنمية على مختلف الأصعدة؛ لما للمخدرات من تشويش كبير على المجتمعات.
المسألة الأخرى التي يترتب علينا إيضاحها هو قدرة وتمكن الجهات المختصة بمكافحة خطر المخدرات في المملكة ونجاحها بكل ما تقوم به بأفضل الطرق والتقنيات، ونوضح أيضاً نقطة مهمة للغاية ذلك العمل الدؤوب على تطوير برامج مكثفة لعلاج الإدمان وإعادة تأهيل المدمنين، عبر إنشاء مراكز علاجية ودعم المؤسسات المتخصصة في هذا المجال، وهذا الهدف له غاية واحدة، هي توفير الدعم النفسي والاجتماعي والطبي للمدمنين وإعادتهم للحياة الطبيعية في المجتمع.
ينتج عن هذا الطرح أن بلادنا تشهد حملة أمنية مكثفة ضد المخدرات، نجحت السلطات في ضبط كميات ضخمة من أنواع المخدرات داخل وعبر منافذ المملكة، منذ سنوات عديدة وهي تعمل على إحباط محاولات التهريب بملايين الأقراص من مادة الإمفيتامين المخدر مخبأة في شحنات متنوعة عبر ميناء جدة الإسلامي والمنافذ الأخرى، كما أن المملكة منذ سنين تضبط الكثير من شحنات البضائع والخضار والفواكه التي يخبأ بداخلها مخدر الكبتاغون.