د.عبدالعزيز الجار الله
احتفلت حائل يوم الخميس الماضي (4) مايو 2023 عبر هيئة التراث بوزارة الثقافة بتفعيل موقعي جبة شمال غرب، والشويمس جنوب غرب حائل، حيث يعدان من أقدم المواقع الأثارية في منطقة حائل، وذكر التقرير أن موقعي جبة والشويمس يعدان من أهم وأكبر المواقع الأثرية في المملكة، والمسجلة في قائمة التراث العالمي لدى منظمة اليونيسكو في عام 2015م كمواقع فنون صخرية، ومدينة جبة كانت أرضًا لبحيرة قديمة تحيط بها كثبان النفود الكبير، تتميز بتراث يتضمن نقوشاً ورسومات صخرية. كما تعرف مدينة الشويمس كأحد أكبر متاحف التاريخ الطبيعي المفتوحة في العالم، نظرًا لما تحتويه من نقوش صخرية.
ويحق لحائل أن تحتفل بأرضها وإنسانها الذي يملك سجلاً حضارياً يعود إلى عصور بعيدة بالقدم وهي من المناطق التي تحتفظ بسجلها الحضاري وتسلسل الأزمنة الحضارية: ما قبل التاريخ، العصور الحجرية، والعصور التاريخية، والهجرات السامية، وفترة الممالك العربية، والعصور الإسلامية، وحتى زماننا الحاضر العهد السعودي الزاهر، بلا انقطاع تاريخي طويل.
وفي العودة إلى ما قاله بهذه المناسبة سمو الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل:
إن حائل تقدم نفسها عنواناً مهماً في الأطروحة الثقافية والتراثية والسياحية ذات الأبعاد الاقتصادية، فقد أصبحت حائل ملتقى كل العابرين - إشارة إلى النقوش الموجودة في حائل - والتي هي عبارة عن حرف مكتوب، وأن الحرف لا يكون لعابر سبيل وإنما لحضارة وتعدد سكاني وترك آثار إبداعه باقية حتى الآن. وقد قرب العمل بمشروع شامل لآثار جبة والذي سيتبعه مشروع للشويمس. وكما قال الرئيس التنفيذي لهيئة التراث د. جاسر الحربش: وجود أكثر من 13 ألف نقش صخري في جبة والشويمس، إضافة إلى آثار مدينة فيد التاريخية (واس).
إذن نحن أمام مرحلة حضارية ثقافية اقتصادية سياحية تنتظرها حائل التي تتكئ كمنطقة على النفود الكبير الذي يعد أكبر التجمعات الرملية بعد الربع الخالي في السعودية والجزيرة العربية، وهذا النفود الكبير ليس فقط بحر رمال إنما يحمل الخيرات والبشائر المستقبلية الواعدة، فقد استمر يحرس حائل والجوف قروناً من السنوات الطويلة يحميها -بإذن الله - من الغزاة القابعين على الأطراف الشمالية للجزيرة العربية في الزمن البعيد، وكان لسلسلتي جبال أجا وسلمى الحامية درع من ذهب طوق حائل وجعلها مع الحرات والأودية والرمال سهوب عاش فيه إنسانها حقباً تاريخية وحضارية كتب سجله وذاكرته على واجهات صخور جبال الدرع العربي العظيم، وهي -أي حائل - أحد الجسور الحضارية العريق ربطت: في الأزمنة القديمة ما بين وسط الجزيرة العربية اليمامة ونجد وأيضاً الخليج العربي، وبين العراق وبلاد الشام والشمال الإفريقي. التي حملت الناس والقوافل وثقافة هذه الأرض إلى الضفة الشرقية للبحر الأحمر وخليج العقبة وقديماً خليج حضارة (دادان ولحيان) أو ما نسميه اليوم خليج (نيوم) في عهد السعودية الجديدة.