منال الحصيني
المخدرات كما نعرفها هي مادة خام أو مادة مُعالجه كيميائياً ماريفونا، قنب، إكستا، وهيروين، متوافرة على هيئة مسحوق أو حبوب وكذلك سائل أو تُدخن وكثيرا ما تُحقن أو تبتلع.
حينما نقول مخدرات تُسمع بالأذنين تكاد لا تُصدق.
فعلاً هي محل جدل علمي فهناك مراهقون بدأوا باستخدامها بهدف الوصول إلى النشوة أو الاسترخاء والتركيز، فقد برز في الآونة الأخيرة انتشار المخدرات الرقمية التي يتم الحصول عليها عبر مقاطع موسيقية (MP3) أو عبر مقاطع الفيديو عبر الإنترنت، تُعطي المستمع نشوة واسترخاء قد تتشابه نوعا ما مع رياضات اليوغا أو التأمل.
هي مقاطع نغمات يتم سماعها عبر الأذن اليمنى بترددات مختلفة عن الأذن اليسرى، فيحاول الدماغ جاهدا أن يوحد الترددين للحصول على مستوى واحد للصوت مما يجعل الدماغ في حالة غير مستقرة على مستوى الذبذبات الكهربائية التي يرسلها.
الغريب في الأمر أن لكل نوع من المخدرات الرقمية نوعا يمكنه من تحديد حالة النشوة المرغوبة يستهدف به نمط من النشاط الدماغي، فعلى سبيل المثال عند سماع ترددات «الكوكائين» لدقائق معينة فذلك سيدفعك لتحفيز الدماغ بصورة مشابهة لتلك الصورة التي يحفزها ذلك المخدر بشكل واقعي.
انتشرت بين أوساط المراهقين على حسب الدراسات ومن هم مختصين بالبحث لهذا الجانب بشكل كبير في زمن «الكورونا» نظراً لظروف البقاء والعزلة، فكانت دوافع فئة الشباب ممن هم أكثر استماعا لها الاسترخاء والنوم وتخفيف الألم والصداع وكذلك القلق أو تنشيط الذاكرة وزيادة التركيز للحصول على نفس تركيز المخدر الكلاسيكي.
الدماغ البشري يتعامل مع الدقات أو النبضات الايقاعية الصادرة منها على أنها موجات دماغية (الفا-بيتا-دلتا-غاما).
كلها ترددات دماغية غير مسموعة ينتجها المخ دون مقدرتنا على سماعها وبالتالي فالتكنيك الموسيقي المستخدم في صناعة المخدرات الرقمية يعتقد أنه يحفز الذبذبات الدماغية غير المسموعة.
الحديث عن المخدرات الرقمية يطول ولسنا بصدد تفنيده من حيث البدايات وظهوره وماهيته والدراسات التي تجرى عليه.
هناك سؤال مُعتاد «لماذا يُستهدف المراهقون؟»
وأنا أقول «أين نحن من أبنائنا المراهقين؟»
حيث لا احتواء لسماع رغباتهم ولا حتى شكواهم وبالتالي من الطبيعي أن يبحثوا عنها خارج إطار الأسرة مما يجعلهم عرضة للانحراف في تيارات نكون نحن وهم في غنى عنها.
سيبحثون عن الاحتواء والسعادة والنشوة لكن كيف ومع من وأين؟
إذا في ظل غياب الرقيب سيكون المحظور سهل الحضور.
سيتخبطون للبحث عن السعادة، خذ أكبر مثال لتدمير الشباب والمراهقين في الآونة الأخيرة.
(الشبو).. انتشر كانتشار النار في الهشيم أصبح في متناول الجميع إلا من رحم، نظراً لبُخس ثمنه، فمخاطرة تفوق جميع أصناف المواد المخدرة وما يروع في الأمر أنه أصبح متسببا في جرائم اغتصاب وقتل وانتحار وفقا لمحاضر رسمية سجلت في دول عدة.
......رسالة وطنية......
أبناؤنا أنتم كيان الوطن... فلا تجعلوا المخدرات ترسم لكم نهاية سوداء.