عثمان بن حمد أباالخيل
فريق العمل الواحد يختلفون في آرائهم وهذا اختلافٌ حول الموضوع الذي يهدفون فيه إلى الاتفاق على رأي واحد وكل ما على سطح الكرة الأرضية من بشر وطبيعة ومخلوقات يختلفون وما تحت سطح البحر أكثر اختلافاً، هذه سنة كونية من سنن المولى عز وجل. قال تعالى في محكم كتابة {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ} (فاطر: 27).
الاختلاف بين الناس شيء طبيعي وهو التنوع والتعدد في الأفكار والتدافع بين الآراء واختلاف الحجج والبراهين، أما الخلاف فيكون في التنازع والتمسك بالآراء ومحاولة إقناع الطرف الآخر لكن الواقع في لا يصح إلا الصحيح وإن تعالت الآراء النشاز. المقولة الشهيرة للدكتور أحمد لطفي السيد المفكر والفيلسوف المصري (الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية) هذه هي القاعدة التي يجب أن تتبع في تفاصيل حياة الإنسان حين يختلف مع الآخر. علينا أن نتعلم فن الاختلاف كيف تتقبل الآخر بأفكاره وآرائه بكل هدوء دون عصبية. فمن الصعب أن نعيش بلا اختلاف فوجهات النظر ستكون رائعة لو تم إبداؤها بأدب واحترام. رحم الله الشافعي حين قال (قولي صواب يحتمل الخطأ، وقول المخالف خطأ يحتمل الصواب).
للأسف هناك مبدأ مرفوض وأعتقد أن الجميع يتفقون على هذا المبدأ وهو (إن لم تكن معي فلا يعني أنك ضدي، هذا منطق العقلاء، أما إن لم تكن معي فأنت ضدي فهذا المنطق مرفوض أخلاقيًّا وإنسانيًّا). تعلمت الكثير عن الاختلاف، سواء من خلال كتابة المقالات أو من خلال عملي سابقاً أو من خلال العلاقات الاجتماعية إننا بحاجة وحاجة ماسة إلى أن نتعلم ثقافة الاختلاف لا الخلاف، وهذا لا يتم إلاّ عبر التلاقي والحوار وتفهم الرأي الآخر. من الطبيعي أن النقاش بلا اختلاف كرأس بلا عقل والشجرة بلا ثمار والجسد بلا روح علينا أن نحترم بعضنا البعض من أجل أن يسود الحب والود بيننا وتسكن السكينة في قلوبنا. شخصياً أؤمن إنّ كل ما يناسب إنساناً يناسب الآخر، الناس فيما يعشقون مذاهب فالناس لهم أمزجة وعقول يفكرون بها. هناك الكثير من العوائل يبدون حاجتهم إلى سلة فواكه لكنهم يختلفون في مكوناتها، هناك الكثير من الأزواج يتفقون على إعادة طلاء غرف نومهم لكنهم يختلفون في اللون المناسب. نحن البشر نظل مختلفين في وجهات النظر وفي تقييمنا للقضايا والأمور، وإن اختلافنا في الحقيقة هو ما يجعل كلاً منا مميزًا في وجهة نظره. لماذا يتخاصم الناس؟ يتخاصم الناس لأنهم مختلفون. في عصر التواصل الاجتماعي البعض يختلفون من أجل الخلاف ومن أجل الشهرة وأظنها شهرة سلبية وهؤلاء لا يهم ماهية الشهرة، جمال الاختلاف يعطينا أفكاراً جديدة ورؤى مفيدة بعيداً عن الخلاف الذي يولّد الضغائن بين الناس.
همسة: ليس بالضرورة أن توافقني الرأي لكن من الضرورة أن تحترمني.