مواقف المملكة الواضحة مع الأشقاء والأصدقاء ثابتة ومعروفة لنصرة من يستنجد ويطلب يد المساعدة منها، منذ انطلاق شرارة الحرب في جمهورية السودان، استشعرت المملكة مسؤولياتها فهبت بوقفتها الإنسانية وهي السمة التي تتسم بها بلاد الحرمين الشريفين فقامت بإجلاء المواطنين والعالقين من دول الخليج والدول العربية بل من كل أرجاء المعمورة، قامت بالتنسيق مع سفراء دول هؤلاء من طلب المغادرة من هذه الأحداث غير الآمنة، بالتنسيق مع الجهات الأمنية في السودان لتأمين الطريق إلى بورتسودان وتأمين وسائل النقل حيث المسافة ألف كم تقريباً وسخرت كافة الإمكانات واستقبلت السفن السعودية بطواقمها ووقف جنود الوطن الأشاوس يساعدون القادمين من الركاب، واستقبلوهم بصدور رحبة ونفوسٍ طيبة بالورود وكرم الضيافة فجاءت توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين رئيس مجلس الوزراء يحفظهما الله ببذل كل الجهود لتسهيل وصولهم وتقديم كل التسهيلات لكي ينعموا بالأمن والأمان والراحة والاطمئنان حتى مغادرتهم أرض المملكة إلى بلدانهم، وصلوا على سفن القوات البحرية الملكية السعودية وسفن تجارية إلى ميناء جدة الإسلامي والبعض عن طريق مطار الملك عبد العزيز الدولي وقد غادر خمسة آلاف وخمسمائة شخص، ربما يزيد العدد إلى أكثر وأكثر في قادم الأيام وقد استقبلوا بجهود كبيرة وسواعد وطنية ما فتئوا يقدمون كل مساعدة لاقت الثناء والتقدير وأصبحت المملكة بأعمالها محط إعجاب وإشادة بحرارة الاستقبال وحسن وكرم الضيافة حتى مغادرتهم المملكة إلى بلدانهم.
بهذه المناسبة عبر عدد من المواطنين عن مشاعر الفخر والاعتزاز بما قدمته وتقدمه حكومتنا الرشيدة من دعم وجهود مضنية وجبارة لإجلاء العالقين، فالمملكة تلعب دوراً مهماً وإنسانياً في دعم جميع دول العالم وتقديم المساعدة في أوقات المحن، فهي تعد عمقاً مهماً وحيوياً للإنسانية قاطبة، وبدورها التي تعتز وتفتخر به التي لن تحيد عنه في كل الظروف، فهو دور تتميز به في مد يد العون والمساعدات الإنسانية والإغاثية، وكان للمشاعر الجياشة وكلمات الشكر والثناء من كثير من دول العالم الخارجية الأمريكية، الخارجية الروسية، الخارجية الإيرانية وكثير من المسؤولين في العالم رئيس مجموعة البنك الدولي جاء في خطابه لخادم الحرمين الشريفين عن إجلاء المملكة الكثير من موظفي البنك.. نعرب عن امتناننا وتقديرنا للدعم السخي الذي قدمته لموظفينا في السودان ومبادرة المملكة السريعة ودعمها الثابت، إن المملكة هي دائما تأتي في المقدمة لخدمة وسلامة كل الأطياف لا تمييز عندها بل الكل سواسية من منطلق واجباتها المنوطة بها وأصبحت سفارة خادم الحرمين الشريفين وجهة لمن يتطلع للنجاة والأمن والسلامة، وهذا ليس بمستغرب على بلاد الحرمين الشريفين وقيادتها الرشيدة فهي مثال يُحتذى به في هذه الأمور الخيّرة ومحط أنظار الجميع لأنها تقع في نفوس وقلوب الناس.. فهنيئاً لأبناء هذا الوطن بهذه القيادة الحكيمة التي نذرت نفسها لخدمة العالم قاطبة ومد يد المساعدة للأخ والصديق وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.