رمضان جريدي العنزي
للمخدرات تأثير سلبي خطير على حياة الفرد والمجتمع، في كل جوانب الحياة الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، آثارها سامة، ونتائجها في غاية الخطورة، تذهب العقل، وتضيع المال، وتضعف الجسد، وتوهن الطموح، وتطوح بالصحة، وترخص العرض، وتقود للجريمة، وتسبب الضياع والتشرد، وتلقي بالنفس إلى الهاوية، ولها خسائر ومشكلات لا تحصى ولا تعد.
إن المخدرات آفة العصر، بل من أكبر المعضلات التي تعاني منها كافة دول العالم وشعوبه، فخطورتها ماثلة أمام الجميع، كونها داءً عضالاً، ومرضاً خبيثاً، إن العقل القويم، والفطرة السليمة، والشيمة الكريمة، والسجية الطيبة، ترفض هذه الآفة المدرمة اللعينة وتمقتها، إن العقل من أكبر نعم الله على الإنسان، فبه يدرك الأمور، ويعي المضار والمنافع، ويعرف الحق من الباطل، ويدرك عاقبة الأمور، ويستدل به على الخير، والإنسان العاقل المدرك الواعي، صاحب الفطنة والمسؤولية، لن يرضى لنفسه أن يعيش في هذا المستنقع الآسن، والدهليز المظلم، لأن المخدرات سلاح هتاك، وعدو فتاك، يتلف كل شيء حي ونابض، ويقود إلى الهلاك، يتلف العقل، ويدمر المستقبل، ويوهن العزيمة، لقد عزمت حكومتنا الرشيدة أيدها الله وأعزها في إجتثاث هذه الآفة الخطيرة، بالعزم والحسم، وبالضرب بيد من حديد، ودون هوادة أو تهاون أو تراخٍ، وستكون للمخدرات وأهلها بالمرصاد من حيث لا يشعرون، كونها رجساً من عمل الشيطان، وأصل كل بلية، وأساس كل رذيلة، ومفتاح كل شر، توقع العداوة والبغضاء، وتصد عن كل خير، تهتك الأستار، وتظهر الأسرار، وتؤدي للانحراف والذنوب والخطايا، تمزق الحياء، وتبعد الغيرة، وهي انتحار بطيء، وإزهاق للنفس بتدرج، إن خطرها لا يقل عن خطر الحروب، طوفانها مدمر وممزق، وجحيمها لا يطاق، تئن منها أروقة المحاكم، وجدران السجون، وخفايا البيوت، وأرصفة الشوارع، لها قصص ومآسٍ، ترجف منها القلوب، وتدمع لها العيون، وتضج منها الفلوات، إنها شبح يستهدف المجتمع كله، اللهم احفظ بلادنا، وانصر جهود أجهزتنا الأمنية، ومكنهم من القضاء على هذه الآفة الخطيرة المدمرة اللعينة.