أ.د.عثمان بن صالح العامر
نحن نعيش في دولة المؤسسات وفي عصر التخصصات، ومن بين السياحات المتخصصة (سياحة المؤتمرات والمعارض) أو ما يسمى كذلك (بسياحة الأعمال)، وحائل في نظري مرشحة بقوة لاحتضان هذا النوع من السياحات العالمية، ولو أردنا سبر هذا الطرح لوجدنا أن هناك، نقاط قوة وطنية تدعم هذا القول، ولعل من أهمها:
* رؤية المملكة 2030، وبرنامج التحول الوطني القائمان على فكرة المبادرات، والمدعومان بلا حدود - مادياًً ومعنوياًً - من لدن مقام مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين.
* التركيز على السياحة في هذه المرحلة التنموية الوطنية المستدامة من باب تنويع قاعدة الاقتصاد الوطني، والتقليل من الاعتماد على عائدات النفط.
* الأمن، وتطهير الوطن من الهجمات الإرهابية، وتجار المخدرات ومروجيها.
* السلامة من الأوبئة المعدية.
* وجود البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات الذي صدر به قرار مجلس الوزراء رقم 246 في 17 رجب 1434هـ، بعد أن كان مجرد لجنة دائمة للمعارض والمؤتمرات بناء على قرار مجلس الوزراء في جلسته التي انعقدت في 25-10-1431هـ.
* نمو الشركات عابرة القارات في المملكة بشكل متسارع خلال السنوات الأخيرة.
* تعزز القطاع الثالث الأهلي وجمعيات النفع العام التطوعية الخيرية في الآونة الأخيرة.
- أما عن نقاط القوة المحلية التي تخص حائل فيمكن إجمالها في الآتي:
* خلو مناخ حائل من الظواهر المناخية المتطرفة كالعواصف والأعاصير والفيضانات المدمرة.
* انخفاض تكاليف الحياة فيها.
* اختلافها عن بقية مناطق الجذب السياحي للمؤتمرات العالمية، خاصة أن مجالس الشركات العالمية يحبذون عقد مؤتمراتهم وورش عملهم وحلقات نقاشهم ودوراتهم التدريبية في مناطق ومدن جديدة تختلف عمّا هو معتاد ومألوف وخارج مقر الشركة الأم.
* إمكانية تطوير قطاع النقل البري والجوي على حد سواء وبشكل متسارع يخدم هذا النوع من السياحة.
* إمكانية التنسيق بين الجهات العاملة في سياحة المؤتمرت عالمياً بسهولة ويسر.
* إمكانية إيجاد قاعدة بيانات خاصة بنشاط سياسة المؤتمرات عن طريق الإنترنت.
* إمكانية التسويق وربط شركات وإبرام اتفاقيات وعقد برتوكولات عالمية بدعم من لدن القيادة الحكيمة وسمو أمير المنطقة وسمو نائبه.
* موقعها وسهولة الوصول إليها، طبيعتها وتضاريسها، مناخها، قيادتها، إنسانها، تجربتها.
* وجود أراض ذات مساحات شاسعة تملكها الدولة يمكن إنشاء مدينة خاصة لسياحة المؤتمرات عليها.
* وجود الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل.
* نجاح تجارب عدة سابقة احتضنتها حائل وانعقدت بطريقة احترافية خارج المألوف ونالت إعجاب الجميع، بدء من متلقى الخطة الذي ينعقد وسط المزارع والمنتزهات، مروراً بالمؤتمرات والندوات وورش العمل التي كانت داخل حرم جامعة حائل، أو ما كان في المغواة، وانتهاء بما انعقد وينعقد هذه الأيام في البر حيث الطبيعة الخلابة سواء ما كان من الجامعة أو الشئون الصحية ممثلة بالمديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة حائل أعني مؤتمري حائل الدولي لطب نمط الحياة الأول 2022 والثاني 2023.
* فضلا عن أن حايل أو حائل -على خلاف واسع - صفحة تاريخية رائعة تأخذك إلى الماضي البعيد، وترحل بك سريعاً لتقرأ على صخور جبالها وبين شعابها ووديانها ما سطرته حضارات بشرية سادت ثم بادت، وتحاول جهدك فك الألغاز البشرية وأنت في رحلة (سياحية علمية جبلية) استثنائية ماتعة.
أما عن إنسان المنطقة - فيتمتع بصفات وسمات عدة، تحدث عنها وأشاد بها الكل ممن زاروا المنطقة سواء كانوا مستشرقين أو كتابا أو مغردين ومؤرخين.
- ولكن هذا الأمر أعني جعل حائل وجهة سياحية للمؤتمرات بامتياز يتطلب:
- أن يسوق لحائل باحترافية عالية وبلغات العالم أجمع، عبر منافذ التسويق الحديثة ذات الأثر الفعال في إنسان القرن الحادي والعشرين.
- وتسخر مزاياه الشخصية، وخصائصه القيمية المتوارثة المعروفة والمشهود له بها في انجاح هذه المبادرة النوعية المهمة.
- وتوظف طبيعة المنطقة الخلابة، وهواؤها النقي، ومزارعها ومنتجعاتها ومجالسها التوظيف الأمثل.
- يسند هذا التوجه ويدعمه ويبارك خطواته:
- القيادة الحكيمة التي تولي رؤية المملكة 2030 جل اهتمامها.
- سمو أمير المنطقة، وسمو نائبه اللذان عرف عنهما عشق المكان، ودعم كل ما من شأنه توطين السياحة وتطويرها، ومسابقة الزمن لجعل منطقة حائل منطقة جذب سياحي على الخارطة العالمية.
- الوعي المجتمعي بأهمية القطاع السياحي للمؤتمرات في توليد الثروة وتنمية المنطقة.
- تكاتف مؤسسات الدولة والقطاعين الخاص والأهلي في تسريع عجلة التنمية السياحية والثقافية والخدمية بشكل ملحوظ، ودمت عزيزاً يا وطني وإلى لقاء والسلام.