تواصل «المملكة العربية السعودية» بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان؛ رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- جهودها الحثيثة والمخلصة لحل الأزمة السودانية ودعم وحدة وأمن واستقرار وسلامة «السودان» الشقيق، وتهدئة الأوضاع المشتعلة حاليًا ووقف الصراع العسكري المسلح، ودعوة جميع الأطراف لتغليب المصلحة الوطنية، ووقف كافة أشكال التصعيد العسكري، بما يحافظ على مقدرات جمهورية السودان، هذا الموقف الذي أكده وزير الخارجية السعودي؛ الأمير فيصل بن فرحان في لقائه السفير دفع الله الحاج علي؛ المبعوث الخاص لرئيس مجلس السيادة السوداني.
يأتي دور المملكة -الذي استحق احترام وتقدير العالم- انطلاقًا من دورها التاريخي الرائد تجاه شقيقاتها من الدول العربية والإسلامية، وارتكازًا على العلاقات السياسية والإنسانية والاجتماعية والاقتصادية الكبرى التي تجمعها بجمهورية السودان الشقيق وبشعبه الطيب الكريم، وثقلها الريادي والسياسي الكبير إقليميًا وعالميًا وبصفتها الرئيس للقمة الإسلامية ورئيسة اللجنة التنفيذية ودولة المقر لمنظمة التعاون الإسلامي، حيث تكثف المملكة جهودها بالتواصل مع كافة الأطراف في داخل وخارج السودان خلال التعاون والتنسيق مع هيئة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي، ومع أطراف إقليمية ودولية مثل مصر، والولايات المتحدة.
وقد نجحت جهود السعودية في إجلاء رعاياها ورعايا الكثير من الدول بأمن وسلام بتوجيهات ومتابعة من قيادتنا الرشيدة مسجلة واحدة من أكبر عمليات الإجلاء الناجحة عالميًا، حتى وصولهم بسلام وأمان لمدينة جدة، وتوفير جميع أوجه الرعاية وكافة الاحتياجات مع تأمين عمليات مغادرتهم إلى أوطانهم.
كما تمكنت المملكة من الوصول لأكثر من هدنة قصيرة ساعية لهدنة طويلة الأمد بداية من أمس؛ لتهدئة الأوضاع ووقف إطلاق النار والتصعيد العسكري بين الأطراف المتنازعة في جمهورية السودان، وإنهاء العنف الذي اندلع منذ منتصف إبريل الماضي، وراح ضحيته كثيرٌ من القتلى والجرحى، فضلًا عن الكثير من المدنيين، لمنح الفرصة للتفاوض مع الأطراف المختلفة إيذانًا بإنهاء الأزمة والوصول لحلول سلمية تمنع تفاقم الأوضاع، وتوقف الخسائر المتوالية في الأرواح والأموال والمقدرات، وتوفر الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضها، بما يضمن أمن واستقرار ورفاه السودان وشعبه الشقيق.
وبقيت كلمة للشعب السوداني الشقيق: أنتم القادر الوحيد -بعون الله- على الحفاظ على وطنه ووحدته ومكاسبه: حافظوا على السودان فما أغلى الأوطان.