عمر إبراهيم الرشيد
ثلاثة أحداث عالمية شهدها العالم مؤخراً وكشفت نفاق الغرب وزيف كثير من القيم التي يدعي التفرد بها، ويحاضر على دول العالم ومنها منطقتنا العربية، بحقوق الإنسان والمدنية ومعايير الحياة وغيرها من الشعارات. أول تلك الأحداث أزمة كورونا وكيف كان تعامل كثير من الدول الغربية ومعها أمريكا مع المرضى والمصابين، وإدارتها للأزمة بل واستغلالها من قبل بعض تلك الدول لزيادة المداخيل المليارية. وثانيها الحرب الروسية - الأوكرانية، التي على إثرها ضربت أمريكا ودول غربية عديدة في منظومة الأطلسي بأسس العلاقات الدولية والمصداقية أرصفة شوارعها، فعمدت إلى مصادرة استثمارات وممتلكات رجال أعمال روس وهم مدنيون لا علاقة لهم بالسياسة. وحرمت حتى الفرق والمنتخبات الرياضية الروسية من المشاركة في المسابقات الدولية، عدا عن الحرب والحملات الإعلامية المنظمة والمركزة على روسيا، متغافلين عما فعلوه بالعراق ودعمهم لحكومة الاحتلال الإسرائيلية في ممارساتها في فلسطين، مع أن التاريخ والعالم لم ولن يغفلا عن هذا النفاق والمعايير المزدوجة.
أما الحدث الثالث فهو كأس العالم في قطر، فقد شهد العالم وعبر كافة وسائل الإعلام الرسمي والشعبي، كيف تصرفت منتخبات وخلفها دولها بخصوص حقوق الشواذ ومحاولة فرض هذا التفسخ المناقض للدين والفطرة الإنسانية، فكانت الحكومة القطرية ولجانها وجهاتها المنظمة للمسابقة لهم بالمرصاد، لتحبط تلك المحاولات ولكي يدركوا مدى السفه الذي وصلوا إليه. فهل يعقل أن تعمد الشرطة في السويد وهي من ترفع شعار الحرية والعدالة، هل يعقل أن تعتقل الشرطة هناك تلميذا مسلماً من بيته وأمام أسرته وهو يبكي، فقط لأنه قال بأن الشذوذ محرم؟!. وتلك المعلمة التي نزعت علم الولايات المتحدة لتستبدله بعلم الشواذ في أحد المدارس الأمريكية والتي تم فصلها على إثر ذلك من عملها، ولو لم تكن تلك المدرسة في ولاية تتبع الجمهوريين لما فصلت من وظيفتها، لأن الحزب الجمهوري يحارب الشذوذ والتفسخ متمسكا إلى حد ما بارثه المسيحي وقيمه الاجتماعية.
يجمع المؤرخون على أن أول أسباب انهيار الامبراطوريات والدول هو التفسخ الأخلاقي وضعف الوازع الديني، والتاريخ أستاذ عظيم يسعد من يتعلم من دروسه، إلى اللقاء.