م. بدر بن ناصر الحمدان
يوجد مبدأ في الإدارة يقول: «إن هناك فرقاً كبيراً بين العمل المزدحم والعمل الحقيقي»، وأيهما يستحق أن يأخذ مساحة أكبر من اهتمامك وجهدك وطاقتك، فكونك مُنشغلاً بشكل دائم لا يعني أنك «مُنجز»، وليس بالضرورة أن يكون دلالة على أنك في المسار الصحيح، بل يبرهن أنك حتى الآن لا تمتلك المهارة التي تساعدك على أن تتعلم أين تضع ثقلك؟
ستكتشف أنك في كثير من الأحيان لن تجد إجابة شافية عن سؤال (ماذا أنجزت؟)، إذ إنه في الأغلب كان مجمل ما قمت به كان مجرد أعمال روتينية لم تستحق كل هذا الوقت والجهد ولم يكن هناك إنجاز حقيقي أو عمل مؤثر، وأن ثقلك كان في غير محله.
في ذات الوقت، يصدف أن تستثمر وقتك وتضع ثقلك وتركيزك على موضوع معيّن وتبذل الجهد الكافي لإنجازه، حينها ستجد نفسك أمام مُنتج حقيقي له ثقله ووزنه النسبي في خريطة الأعمال التي تضطلع بها، وأنه كان بالفعل عملاً يستحق كل ذلك العناء.
الأمر الآخر، من المهم أن تتعلم متى تكون حاضراً وموجوداً في المشهد العام وتُمثّل ثقلاً مؤثراً، ومتى يجب أن تتوارى وتراقب ما يحدث دون أن يكون لك دور في ذلك، هذا من شأنه أن يُحدث توازناً في ديناميكية الظهور ومعدل استهلاك مساحتك المسموح بها في نظر الآخرين، كما أنه سوف يعزز من الاحتفاظ بطاقتك الشخصية المفترض توجيهها واستثمارها في مسارها الصحيح. في بيئة العمل على وجه التحديد يجب عليك أن تتمتع بقدر كاف من المهارة والذكاء المهني، والقدرة على تحليل وتقييم الموقف لتستطيع أن تتخذ القرار المناسب، متى وأين وكيف تضع ثقلك فيما تواجهه من أعباء ومواقف عملية، ركز دائماً على أن يكون ثقلك في مسار له وزنه النسبي في الإنتاج أو لتحقيق هدف ما، فالعبرة دائماً بماذا أنجزت وليس بحجم الوقت والجهد الذي بذلته، عليك أن تُدرك أن معايير الأداء قد اختلفت تماماً.