«الجزيرة» - طارق العبودي:
«لا يلام المرء بعد اجتهاده.. فليس بالإمكان أفضل مما كان».. اجتهد الهلال وحاول، لكن الظروف التي تكالبت عليه واتحدت ضده كانت أقوى منه ومن اجتهاده.. ظروف النقص والإرهاق، كلها كانت ضد الزعيم العالمي ليخسر بهدف وحيد من قدم لاعبه كاريلو، ليخرج فريق أوراوا الياباني الذي لعب 90 دقيقة مدافعاً فائزاً ويتوج بكأس دوري أبطال آسيا.
كان النهائي الذي جمع الهلال بأوراوا في ملعب الأخير بسايتاما في اليابان وسط حضور جماهيري ياباني ملأ مدرجات الملعب عن بكرة أبيها.. كان عبارة عن مباراة من طرف واحد، سيطر عليها الفريق الأزرق من بدايتها وحتى نهايتها وحاصر مضيفه في نصف ملعبه وأهدر كماً من الفرص السانحة، بل تكفل هو بالتسجيل عن طريق أندري كاريلو الذي حاول إبعاد الكرة من على خط المرمى لكنه أكملها في الشباك، وهو الخطأ الثاني الذي يستفيد منه الفريق الياباني بعد أن سجل هدفه في الذهاب بخطأ دفاعي هلالي.
المباراة
اختار الأرجنتيني رامون دياز المدير الفني للهلال أفضل «توليفة» لديه من اللاعبين الجاهزين فنيا وطبيا ليبدأ بهم والمكونة من: المعيوف وسعود وجانغ والبليهي والبريك وكاريلو وعطيف وكنو والحمدان وميشايل وايغالو، وهي توليفة تختلف بعض الشيء عن مباراة الذهاب التي شهدت آنذاك وجود القائد سلمان الفرج وسالم الدوسري وموسى ماريغا الذين غابوا لأسباب مختلفة وجاء عوضا عنهم عطيف والحمدان وكاريلو.. ولم يغير طريقة لعبه المعتادة 4-4-2 مع الاعتماد على الهجوم من الطرفين!.
بينما اختار البولندي سكورزا المدير الفني لأوراوا قائمته الأساسية، وكما كان متوقعا اعتمد في لعبه على تأمين المناطق الخلفية أولا وقبل كل شيء واتضح ذلك بشكل جلي عندما حشد جميع لاعبيه داخل منطقتهم وعمدوا على تشتيت الكرات وتعطيل هجمات الهلال مع محاولة شن الهجوم الارتدادي.
سيطر الهلال منذ انطلاق الصافرة ونوّع لعبه، وشكل الخطورة من وقت مبكر.
وشهدت الدقيقة 5 هجمة هلالية منظمة تعرض خلالها الحمدان لاعثار من الحارس وقبلها ارتطمت الكرة في الهجمة ذاتها بيد مدافع ياباني، لكن الحكم لم يعر الحادثتين أي اهتمام.
وشن الهلال هجمة ثانية وتوغل الحمدان داخل المنطقة وتعرض لاعثار من المدافع لكن الحكم واصل اللعب!! «9».
أحس اليابانيون بالخطر الأزرق فكثفوا دفاعاتهم بشكل كبير، قابلهم الهلاليون بمحاولة تنويع الهجمات من اليمين واليسار عن طريق ميشايل والحمدان والبريك.
وتألق حارس أوراوا في التصدي لتسديدة ميشايل «21».. وهدأ اللعب الهلالي قليلا بعد انتصاف الشوط، الأمر الذي منح أوراوا فرصة التقدم الحذر، وكاد كوروكي غير المراقب يقدّم فريقه عندما استقبل كرة وسددها في العارضه ! «30».
عاد الهلال للسيطره ومحاولة بناء الهجمات التي كانت تنتهي على أقدام المدافعين والحارس المتألق، وسدد كاريلو بقوة لكن الحارس تعملق أمامه «42».
الشوط الثاني دخله الفريقان بذات الأسماء، لكن أورارا افتتحه بهدف (هدية) بعد مرور أقل من 3 دقائق عن طريق كاريلو الذي حاول إبعاد رأسية المدافع ماريوس لكنه حولها للشباك ولم يوفق المعيوف في قراءتها، الهدف أنعش اليابانيين وأراحهم وأربك الهلال ودفعهم للاستعجال، لكن سرعان ما استعاد الهلال توازنه وعاد للاستحواذ والسيطرة وأهدر كل الكرات وتألق حارس أوراوا وانقذ شباكه من عديد من الأهداف، ولعل أهمها وأخطرها كرة إيغالو «90» التي كانت في طريقها للمرمى.
عموما.. الهلال أدى ما عليه وحاول كثيرا واجتهد ولا يلام بعد اجتهاده، ويبقى زعيماً وسيداً لأكبر قارات العالم بـ8 ألقاب من بينها 4 بطولات للأبطال.