«الجزيرة» - الرياض:
كتب التاريخ ليلة الخميس وصباح الجمعة، ليلة تاريخية قد لا تتكرر سوى في الرياض وحدها، إذ شهد مسرح أبوبكر سالم بمنطقة بوليفارد رياض سيتي وسط العاصمة، واحدة من أبرز ليالي التكريم والغناء الطربي.
وفي ليلة «ثرية»، اجتمع نخبة من الفنانين لإحياء موروثه الفني والموسيقي في ليلة استثنائية أشرف عليها فنيًّا الموسيقار يحيى الموجي، ابن الراحل محمد الموجي، وعازف الكمان والموزع الموسيقي الشهير، وأحياها عبادي الجوهر وماجد المهندس وصابر الرباعي وأنغام وشيرين عبدالوهاب ومي فاروق وزينة عماد، وقاد الأوركسترا الموسيقار وليد فايد، فيما غاب الفنان اللبناني وائل جسار بسبب وعكة صحية داهمته قبيل انطلاق الحفل الكبير.
وجاءت ليلة «روائع الموجي» التي أقامتها الهيئة العامة للترفيه بالتعاون مع برنامج «جودة الحياة» وهيئة الموسيقى، لاستذكار ألحان الموجي التي علقت في الذاكرة منذ سنين طويلة.
واستمتع ملايين المشاهدين والمستمعين لفقرات الحفل الذي نقلته قنوات عربية عدة وإذاعات بروائع الموسيقار الموجي، الذي قدم خلال رحلته مع الفن، روائع الألحان التي ولدت كي لا تموت.
وضمن فعاليات تقويم الرياض اكتسى مسرح أبوبكر سالم في منطقة بوليفارد رياض سيتي طابعا كلاسيكيا ينتمي في تصميمه إلى فترة الستينيات والسبعينيات؛ لتمكين الجمهور من المواءمة بين الذائقتين السمعية والبصرية في الحفل الذي حضره معالي المستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، ومعالي نائب وزير الثقافة حامد بن محمد فايز، والرئيس التنفيذي لبرنامج جودة الحياة خالد البكر، وعدد من نجوم الفن والإعلام.
وبكل بهاء، استعرض الموسيقار وليد فايد من خلال فرقته التي يشارك بها 130 عازفا إبداعات أسطورة اللحن وإنتاجه الذي لوّن به النوتة الموسيقية العربية بمجموعة من الألوان والألحان العبقرية التي اشترك فيها مع عبدالحليم، ابتداء من رائعة «جبار» التي افتتح بها الرباعي الليلة الاستثنائية، إضافة إلى «صافيني مرة»، و»كامل الأوصاف»، و»قارئة الفنجان»، وعدد من الأعمال الغنائية المميزة.
الموجي الذي ترك القرية، واتجه إلى القاهرة ليزرع في القلوب أنغامًا خالدة، عادت أبرز أعماله في حفلة الرياض التي استذكر فيها الجمهور رموز الغناء العربي، مثل كوكب الشرق أم كلثوم عبر أغنيتها «اسأل روحك»، والشاعر الأمير عبدالله الفيصل من خلال قصيدته «يا مالكا قلبي»، وطلال مداح بأغنية «لي طلب» التي كتبها الأمير بدر بن عبدالمحسن، وفايزة أحمد التي اشتهرت بصوتها في رائعة «أنا قلبي لك ميال»، إضافة إلى مجموعة من الأعمال التي وثقتها الذاكرة بألحان الموسيقار محمد الموجي التي كتبها أبرز الشعراء، وتغنى بها أفضل الفنانين.
واكتملت لوحة الفن والنغم في الأمسية التي تعد واحدة من أكثر الأمسيات العربية أهمية خلال الفترة الأخيرة بتسلم أسرة الفنان الراحل درعا تذكاريا من الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للترفيه المهندس فيصل بافرط، وتقديم نجله الموسيقي يحيى الموجي بمشاركة الموسيقار العالمي رمزي يسّي وصلة طربية أمتعت الجمهور الذي ملأ المسرح تصفيقا وتفاعلا.
وتميزت ليلة «روائع الموجي» باستعادة عدد من الأغاني التي تمثل جزءا من تاريخ الفن العربي، حيث لامست ذائقة الجمهور في لحظات الفرح الذي عم أرجاء الحفل، وانتقل إلى بقية العالم عبر 10 قنوات فضائية، وثلاث إذاعات، ومنصتين رقميتين.
وشكلت ليلة الموجي طابعا مختلفا عن بقية الحفلات، حيث استمتع الحضور بأعذب الألحان الموسيقية الكلاسيكية عبر مجموعة من الأصوات المميزة.
وكانت ليلة الموجي قد استُبقت بمجموعة من الاستعدادات والبروفات التي تمت بقيادة المايسترو وليد فايد، حيث تم تطبيق أكثر من 30 بروفة؛ لما تحتويه الليلة من أصعب الألحان المليئة بالتفاصيل الموسيقية التي توضح غزارة وعمق النغم الشرقي الأصيل، والأسماء الفنية المشاركة اختيرت بعناية، نظرا لإمكاناتها الصوتية الفريدة، ويأتي تنظيم الحفلة برعاية الهيئة العامة للترفيه بالتعاون مع هيئة الموسيقى، وبرنامج جودة الحياة.