د.عبدالعزيز بن سعود العمر
أتمنى على وزارة التعليم أن تجري مسحاً شاملاً لمدارسها يشارك فيه الطلاب وأولياء أمورهم، وذلك لغرض الإجابة عن الأسئلة التالية: ما مدى انتشار مرض السكري بين طلاب مدارسنا؟، ما مدى رضا الطلاب وأهاليهم عما تقدمه المدرسة من خدمات تتعلق بمرض السكري؟ كيف يمكن تعزيز العمل المشترك بين المدرسة وأهالي الطلاب السكريين من أجل تقديم خدمات لهؤلاء الطلاب. لا شك أن دور المدرسة مفصلي في هذا الشأن، خصوصاً إذا علمنا أن مرض السكري يلتهم من عمر الفرد ما متوسطه (5-10) سنوات، ويلتهم من ميزانية وزارة الصحة ملايين، إن لم تكن مليارات الريالات، وإن السكري ينتشر عالمياً انتشار النار في الهشيم. هناك من يعتقد أنه لو اختفى مرض السكري اليوم فسوف تشغر 35% من أسرة المستشفيات، وربما تختفي أمراض أخرى مصاحبة للسكري،
هناك من لا ينظر إلى الإصابة بالسكري على أنه مرض عضوي بقدر ما هو خلل في نمط حياة الفرد، ونحن هنا نتحدث تحديدًا عن السكري من النوع الثاني، حيث يفرز البنكرياس هرمون الأنسولين بصورة طبيعية إلا أن المشكلة تكمن في رفض (مقاومة) خلايا الجسم دخول الأنسولين إليها حاملًا معه السكر (الغذاء)، مما ينتج عنه تراكم السكر في الدم، وعندما يتراكم السكر في الدم تحصل مشكلات صحية تدمر أنسجة الجسم وأعضاءه.
وفي العموم يؤكد الأطباء أن المصاب بالسكري يمكن أن يعيش حياة طبيعية مثله مثل غير المصاب بالسكري شريطة أن يغير نمط حياته (تغذية قليلة النشويات وممارسة الرياضة وحصوله على دعم اجتماعي معنوي صحي).
بقي أن أسأل: هل مدارسنا مهيأة اليوم للتعامل تغذوياً وعلاجياً مع الطلاب المصابين بمرض السكري؟، وهل المعلمون مهيأون للتعامل مع إصابات السكري بين الطلاب؟ .