ناهد الأغا
مملكة الخير والإنسانية كعادتها مع أي بُقعة تنزف جراحها لا بُد وأن تمد تلك اليد الحانية التي تُساعد وتُضمد الجراح وتمسح دمعة من سالت من عينيه.
فما إن دبت الخلافات في السودان الشقيق، وتوالت الأحداث، وأصبحت الإنسانية تستغيث الضمائر الحية، فاستجابت على الفور لصوت النداء الجريح المملكة العربية السعودية، الشقيقة الكبرى لكل الأمة العربية والإسلامية، فعلى الفور نفذت مملكة العطاء والبذل، والقيم الإنسانية السامية أكبر عملية إجلاء في تاريخها لأكثر من 80 دولة، وأنقذت أرواحا بريئة، وأنفسا لا علاقة لها بما يحدث، فسمع العالم كله من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه ورُدِّدَ اسم مملكة أرض الشموخ بكل لغات العالم بمداد حروف الإخاء والمحبة والبذل والعطاء، وتناقلت وسائل الإعلام والصحافة العالمية عمليات الإجلاء السعودية الواسعة، وتصدرت نشرات الأخبار بصورة كبرى.
وفي قمة جمال تجسد الصورة الإنسانية بعمليات الإجلاء، الصور التي تناقلتها المواقع والنشرات الإعلامية والإخبارية لصور المجندات السعوديات الماجدات الشامخات، وهن يكرسن المعاني السامية بتقديم الورود الزاهية الجميلة لكل ركاب الطائرات، ناهيك عما قدمته من مد يد العون والمساعدة للأطفال والنساء وكبار السن ما يجعل القاصي قبل الداني، يقف وقفة إجلال وتقدير وإكبار، للروح الإنسانية التي تسير عليها السعودية وقيادتها الحكيمة، وشعبها الوفي، الذي يتعامل بأسمى قيم الأخوة الصادقة مع كل من هو بأمس الحاجة لها.
كم لعظيم انتماء القيادة الحكيمة لقيم الحياة الكريمة والفضلى والإنسانية، ووفاء الشعب السعودي لذلك، فلم تكن عمليات الإجلاء للرعايا من المملكة العربية السعودية فحسب، بل امتدت للرعاية والعناية برعايا ما يزيد على 93 دولة من مختلف بقاع العالم، وكأننا نسمع بضمائرنا وقلوبنا رسالة بلادنا بلاد الخير بأن الإنسان أغلى وأنفس الأشياء على هذه المعمورة.
بلاد منار الهدى، ومهوى الأفئدة والنفوس، لا تعرف معنى الخذلان لأي أحد من بني الإنسانية السامية، وحقا أنك بلاد لا تشبهها أي بلاد ثانية، وأنت تترسمين حدودا فاقت حدود الخرائط والجغرافيا البسيطة، وتتصدرين الطليعة التي لا تليق إلا بك، فالمجد والعلياء سار ويسير في ركابك، دون تقهقر أو تراجع، بل إن المجد لا يعرف المضي والسير في ركاب غير ركاب علياء المملكة العربية السعودية الشماء الغراء.