سلمان بن محمد العُمري
المواقف الإنسانية لقيادة المملكة العربية السعودية مع الدول العربية والإسلامية والشقيقة والصديقة وغيرها لا تحتاج إلى تعريف ولا ينكرها إلا جاحد أو حاقد ومكابر، ويوماً بعد يومٍ تثبت الأحداث والكوارث وتؤكد مكانة المملكة العربية السعودية السامية ونبلها وقيمها الخالدة المستمدة من ديننا الحنيف أولاً ومن طيب وأصالة معدنها.
ونحن أمام شاهد قريب كان للمملكة العربية السعودية السبق كعادتها المبادرة الإنسانية والنجاح الاستثنائي لعملية إجلاء رعايا عددٍ من الدول الإسلامية والصديقة، وطواقم الدبلوماسيين والمسؤولين والعاملين في المنظمات الدولية الذين تم إجلاؤهم من السودان حفاظاً على سلامتهم، ولم تخص المملكة رعاياها من الدبلوماسيين السعوديين فقط وقد أوضحت وزارة الخارجية السعودية أن إجمالي من تم إجلاؤهم من السودان على متن سفن سعودية؛ منذ بدء عمليات الإجلاء نحو 4879 شخصاً (139 مواطناً سعودياً، و4738 شخصاً ينتمون لـ 96 جنسية).
وفي الوقت الذي تخلت فيه ما يسمى بالدول العظمى عن رعاياها واكتفت بالمطالبة لهم بلزوم منازلهم أو مقر السفارات، كانت المملكة وفي دار السفارة السعودية بالخرطوم تستقبل أبناء الأشقاء والأصدقاء وغيرهم وتؤمن سلامتهم ونقلهم للمملكة تمهيداً لعودتهم إلى بلدانهم.
لقد ثمن العقلاء والنبلاء في العالم أجمع، وقدروا الجهود والأعمال الإنسانيَّة الكبيرَة التي تولت المملكةُ الاضطلاعَ بها خلال الأزمة في السودان، والذي أثمر–بحمد الله- في سلامة الآلاف من الدبلوماسيين والرعايا العالقين في السودان جراء النزاع المسلح، حتى وصولهم بسلامٍ وأمانٍ إلى المملكة العربية السعودية، وتوفير متطلباتهم كافةً تمهيداً لمغادرتهم إلى أوطانهم، كما أن القيادات الدولية أثنت على هذا الدور الكبير وقابلته بخالص الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-، على هذه المبادرة الإنسانية الكريمة.
وهذا العمل الإنساني النبيل من قبل بلادنا وقيادتها الرشيدة عمل يؤكده كل منصف، وما تداعيات فيروس كورونا ببعيد وما قامت به المملكة من جهود في رعاية مواطنيها والمقيمين على حد سواء ودون تفرقة تحصيناً وعلاجاً بالمجان، ورعاية المواطنين السعوديين في الخارج وتأمين الإقامة والرعاية الصحية لهم وضيافتهم حتى تأمين العودة.
وهذا أنموذج والمبادرات الإنسانية في الأزمات والكوارث لا حصر لها، كما أن المجال لا يتسع لذكرها وذكر مساعدات الدول الصديقة والشقيقة في أزماتها الاقتصادية أو جهود مركز الملك سلمان للأعمال الإغاثية والإنسانية.
حفظ الله بلادنا وأدام عليها النعم والأمن والإيمان والرخاء والاطمئنان ووفق قائد مسيرتها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء لكل ما فيه خير للبلاد والعباد ورزقهم العون والسداد.