سلطان مصلح مسلط الحارثي
خسر ممثلنا فريق الهلال بالتعادل في مباراة ذهاب نهائي دوري أبطال آسيا أمام فريق أوراوا الياباني التي أقيمت في ستاد الملك فهد بالرياض، برعونة مدربه واستهتار بعض لاعبيه، وفقد فرصة ثمينة لدك حصون الفريق الياباني الذي كان يلعب بحذر شديد، وتنظيم جيد، ولكن مدرب فريق الهلال الأرجنتيني دياز، أخطأ كثيراً في قراءة المنافس، وهذا الخطأ أوقعه في خطأ أكبر وهو اختيار الرباعي الأجنبي، حيث أبعد كاريلو عن هذه المباراة وأشرك ماريغا وميشائيل، وهذا ماجعل وسط الهلال يفقد قيمته، ويفقد تنظيمه، خاصة في ظل انخفاض مستوى سلمان الفرج، والسوء الذي كان عليه محمد كنو، وغياب سالم الدوسري عن مستواه، ثلاثي كان يعول عليه كثيراً، ولكنه أخفق في واحدة من أهم مباريات الهلال منذ عقود، ليكمل سالم الدوسري سوء مستواه بالطرد الذي «شوه» سالم، وجعله في نظر الجماهير الهلالية بدون «مسؤولية»، فكيف يرتكب مثل هذا الخطأ، وفريقه يحتاجه في نفس المباراة والمباراة القادمة؟ هذا يدل على حجم العقلية التي تنقص بعض لاعبينا المحليين، الذين مهما وصلوا من مستويات فنية كبيرة، يبقى لديهم بعض «الجهل» في معنى «الاحتراف» الحقيقي، وقيمة شعارات أنديتهم التي يلعبون لها. بينما تأكد بشكل قاطع أن محمد كنو لا يصلح أن يلعب في مركز 6 «محور دفاعي» فكنو لا يملك مواصفات اللاعب الدفاعي الذي يكون الساتر الأول، وأول دفاع يواجه المهاجمون، ويكون سداً منيعاً أمامهم، بينما كان سلمان الفرج في تلك المباراة نقطة ضعف في الهلال، فأغلب كراته يعيدها للخلف، بينما كان الفريق بحاجة لاعب وسط يستطيع إخراج الكرة من المناطق الخلفية، وهذا مالم يتمكن منه سالم وسلمان وكنو.
مباراة الذهاب انتهت بخيرها وشرها، والتعادل فيها بنتيجة إيجابية بالتأكيد أنه من صالح أوراوا، الذي سيلعب مباراة الإياب على أرضه وبين جمهوره، ولديه الأفضلية قبل المباراة، بحكم أنه سجل هدفاً في أرض الهلال، ولكن يبقى السؤال، هل خسر الهلال لقب دوري أبطال آسيا? بالتأكيد لا، ففريق مثل الهلال تستطيع الرهان عليه لكسب أي لقاء ولكن بشروط من أهمها، تصحيح دياز للأخطاء التي وقع فيها المباراة الماضية، وإعادة قراءته للمنافس بشكل جيد، ففي المباراة الماضية لم يحسن دياز قراءة فريق أوراوا، وارتكب أخطاءً شنيعة لا يقع فيها مدرب مبتدئ، أيضاً، يجب اختيار اللاعبين الأجانب المناسبين لهذه المباراة، وتحديداً بعد التعادل في مباراة الذهاب، والطرد الذي حصل عليه سالم الدوسري، وهذا ماسوف يشتت دياز في اختياراته القادمة، ويبقى شغف اللاعبين أمر مهم لتحقيق منجز في هذا الموسم الذي خسر فيه الهلال بطولة السوبر وبطولة الدوري، كما يجب على اللاعبين استشعار أهمية مباراة الإياب، وقيمة الفوز في البطولة، وتعويض الجماهير الهلالية التي ملأت مدرجات استاد الملك فهد في الرياض.
تحت السطر:
_ سالم الدوسري نجم كبير، استطاع أن يحقق كل شيء في كرة القدم، ويعتبر من أفضل لاعبي جيله، ولكن تصرفه الأخير في ذهاب نهائي دوري أبطال آسيا لا يليق بلاعب محترف، يعي ماله وما عليه، ويدرك حجم مسؤوليته، فقد ورط فريقه الذي كان ولا زال في أمسّ الحاجة لوجوده، ولم يحترم الشعار الذي يرتديه، كما أنه لم يحترم جماهير فريقه التي ملأت مدرجات الملعب، لمشاهدة المتعة الكروية، لا مشاهدة «القصات» التي لا تليق بنجوم كبار، يقتدي بهم الصغار، ولكنها في بعض الأحيان تدل على صاحبها ومدى عمقه.
_ لم يكن دياز موفقاً وهو يبعد النجم الكبير كاريلو، قلتها قبل أن يلتقي الهلال بأوراوا، وأكدتها أحداث المباراة، فهذا التغيير الوحيد، لخبط الفريق الهلالي بأكمله، ووضع دياز وفريقه تحت الضغط في مباراة الإياب.
_ بعد طرد سالم الدوسري في مباراة الذهاب، وغيابه عن مباراة الإياب، الهلال أصبح في حاجة ماسة لـ كاريلو في الوسط المتقدم وميشائيل في الطرف الأيسر وماريغا في الطرف الأيمن بالإضافة إلى المهاجم ايغالو والمدافع جانغ، ولكن على دياز أن يبعد أحدهم من القائمة، فكيف سيتصرف دياز في ظل هذه الظروف؟ هل الحل في الاستعانة بكاريلو في الوسط الأيمن، وميشائيل في الوسط الأيسر، على أن يبعد ماريغا؟ ربما يكون هذا حلاً، ولكن الأكيد أن سالم الدوسري «أنهك» و»ورط» فريقه، بعقلية لا تمت للاحتراف واحترام فريقه بصلة.
_ قبل انطلاق كأس العالم للأندية، كتبت في هذه الزاوية، أن مسؤولية البطولة تقع على اللاعبين، ويفترض عليهم تقديم أنفسهم بعيداً عن دور المدرب، وفعلاً ظهر الهلال بشكل جميل، وقدم اللاعبون مستويات كبيرة نتج عنها ميدالية فضية ووصافة عالمية، واليوم أعيد تلك الجملة، وأقول: مباراة الغد هي مسؤولية اللاعبين فقط، ويجب عليهم أن يتحملوا المسؤولية.. مباراة الغد، لا تحتمل سوى الفوز، وثقة المشجع الهلالي في فريقه لا حدود لها، فهل يفعلها لاعبو الزعيم، ويقدمون بطولة آسيا هدية لجماهيرهم؟