ميسون أبو بكر
قرارات حاسمة انطلقت بالتنفيذ الأسبوع الماضي تداهم متعاطي المخدرات ومروجيها، الدولة تتابع حملتها ضد المخدرات التي لا تقتصر تجارتها على الأسباب الربحية المحضة كما يعلم الجميع بل الهدف منها إضعاف شباب الوطن والزج بهم لظلمات المخدرات وبئرها الساحقة التي لا ينجو منها إلا من كانت لديه الإرادة بالشفاء من الإدمان. الحرب على المخدرات أبدية وتجارها لهم طرق شتى لبيعها وتمريرها من الحدود، والشباب فريسة سهلة إن ضعفت إرادتهم ، واستبد بهم رفيق السوء وغابت الرقابة الأسرية وضعفت الإرادة في ظل الفراغ وقلة التوعية والانحلال الخلقي.
الكلمة التي قالها خادم الحرمين الشريفين قبل سنوات «لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالاً، ولا مكان لمنحل ينشر الانحلال» هي خارطة طريق لكل من تسول له نفسه بالنزوح عن طريق الحق والانغماس بالشهوات واتباع خطى الضلال أو فهم الحرية بشكل خاطئ، فالانفتاح لا يعني التحرر من القيم وأصالة أهل هذه البلاد، والحرية تتوقف عند قيم تحفظ حرية الآخر ومصلحة المجتمع واستقراره وأمنه ومكانته أمام العالم.
ترويج المخدرات الفترة الماضية اتخذ أشكالاً عديدة أبرزها على وسائل التواصل حيث تجرى البعض للإعلان عن بيعها وكثرت بؤر تعاطيها في ظن خاطئ لمتعاطيها أنهم في مأمن عن الرقابة والعقاب.
الدولة تعلن حربها على المخدرات وتجند كل طاقاتها لأنها تدرك أنها مرض شنيع يضعف الشباب ويبعدهم عن مستقبلهم الذي تتكئ عليه رؤيتها وازدهارها ومستقبلها.
الحرب على المخدرات حرب شرسة تقوم بها الجهات المختصة ببسالة والتي أطلقت على مواقعها في التواصل الاجتماعي مبادرات وأخباراً ورسائل توعية للناس وجعلت منهم شركاء معها في حملتها الضارية ضد الإدمان،
وأملت الكثير من المواطنين الذين عليهم الدور الكبير في مساندة جهود الأجهزة الأمنية بالإبلاغ عن مهربي ومروجي المخدرات.
عزيزي الأب انتبه لأبنائك وأحطهم بالاهتمام وكن صديقاً قريباً منهم فموقعك كأب لا يقتصر على توفير سبل العيش بل الأبوة كلمة أعمق وأشمل، عزيزتي الأم: قرارك بالإنجاب وضعك في موقع المسؤولية أمام الله والمجتمع، لا تجعلي بناتك وأبناءك مسؤولية الخدم وكوني قريبة من صديقات بناتك تعرفي على أوضاعهن وسلوكياتهن، والرقابة على البنت والولد ضرورية في هذا الزمن، نحتاج أن نحافظ على تماسك الأسرة وأصالة قيمها وسلوكها ونهجها وتربيتها، وكلنا شركاء في الحرب على المخدرات التي وضعت الجهات الأمنية طرقاً سهلة للتواصل والتبليغ.
سلمنا الله من هذا الشبح الذي رأينا بأم عيننا كيف يسلب الإرادة ويضع الإنسان في طريق التهلكة.