سهم بن ضاوي الدعجاني
نجحت وزارة الثقافة - كعادتها - من خلال تنظيمها لمهرجان «طائف الورد» في إبراز مقومات الطائف الثقافية والاجتماعية، وإبراز الورد الطائفي كموروث سعودي اجتماعي واقتصادي، والاحتفاء بتأريخ وتراث «الطائف المأنوس» المحفور في ذاكرة المجتمع، مما عزز من قيمة الطائف في ذاكرة أبنائنا وبناتنا، لتتحول «طائف الورد» مع الوقت إلى وجهة ثقافية عالمية وجاذبة لتصبح في المستقبل القريب - بحول الله - علامة فارقة على مستوى السياحة العالمية محققة بذلك إحدى مستهدفات الرؤية.
فعندما يلامس السواح والزوار الغيم ويعانقون الورد في كرنفال «طائف الورد» الذي بدأت فعالياته اليومية المتجددة من صالات مطار الطائف الدولي، باستقبال زوار الطائف بأطواق الورد الطائفي المميز، في مشهد احتفالي مختلف برائحة ورد الطائف وإبداع إنسان الطائف ليتجول السائح بين محطات سياحية نوعية: «قصر الكعكي»، ومسيرة الورد، وشارع النور، ومنتدى العطور، وصولاً إلى «منتزه الردف» في تجربة حالمة بأسلوب «كلاسيكي»، عبر لوحات مبتكرة: جبل الورد، وممر الانطباعية، وترانيم الورد، والمسرح، والطعام والورد، ومنطقة الطفل، والمطاعم، وسوق الورد، وغيرها، مشكلة بذلك لوحة بانورامية من ألوان «ثقافة الورد» لتعيد رسم جغرافيا المكان، ولتسجل «نبتة الحب» حضورها الأزلي في ذاكرة الإنسان الزائر لمدينة الورد كما سيعيش اللحظة التأريخية من خلال الفعاليات المبتكرة والمتنوعة ما بين عروض الإسقاط الضوئي والرسوم ثلاثية الأبعاد، وانعكاس المرايا والاحتمالات البصرية للزوايا الهندسية، والرسومات الفنية والأنشطة الترفيهية، والحفلات الغنائية والعروض الحية، والصناعات التراثية. إلى جانب عدد من التشكيلات البصرية لمجسمات الورد والتي نجحت في إبراز الخارطة الجمالية والتراثية لهوية مدينة الطائف وإنسان الطائف..
السؤال الحلم
متى ما نجح مهرجان «طائف الورد» بشكل احترافي في الاحتفاء بالورد الطائفي وإبراز قيمته ألتاريخية بأساليب نوعية ومبتكرة، ومتى ما أبدعت وزارة الثقافة كعادتها بالتكامل مع الجهات المساندة لها في تعزيز مكانة «طائف الورد» في ذاكرة «إنسان الطائف» قبل كل شيء من خلال الأسرة والمدرسة والمعلم/ ة للاستمرار في بناء ثقافة جيل يعشق الورد ويحترم ثقافة الورد كمنجز بشري حضاري ويؤمن به كأسلوب حياة وتواصل مع الآخر بشكل مستدام، هنا فقط نقول: نجحنا في تحول «طائف الورد» إلى وجهة سياحية ثقافية بمواصفات عالمية بعبق «الوردة» الميمونة.