عبد العزيز الهدلق
معلوم أن مباراة الذهاب هي التي تحسم غالباً النصر للطرف المتفوق، وذلك في نظام الذهاب والإياب. ولكن ذلك لا يلغي أن للطرف الآخر حظوظاً باقية، وكم رأينا من مباريات حسمها الطرف الأقل حظاً في المباراة الثانية.
وفي نهائي دوري أبطال آسيا تمكن فريق أوراوا الياباني من الظفر بالتعادل الإيجابي أمام الهلال في الرياض. وأصبح مهمته أسهل نسبياً من الهلال في المباراة المقبلة كونها تقام على أرضه وبين جماهيره في سياتاما.
ولكن ما هو المطلوب من الهلال ليقلب الطاولة على الفريق الياباني؟ أولاً الدور المنوط باللاعبين هو الأهم، وهم الطرف المعول عليه للفوز. وتحقيق نتيجة إيجابية تضمن لهم الكأس. فمهما تحدث الإداريون عن أهمية المباراة وحفزوا اللاعبين، ومهما تحدث المدرب بتوجيهات فنية ووضع خططا، فإن دور اللاعبين هو الأهم. لأنهم هم الأدوات التي ستنفذ داخل المستطيل الأخضر. وفي مثل هذه المباريات الحاسمة يبقى الحماس والروح العالية هما العامل الأول الذي يجب أن يستحضره اللاعبون ويهيئون أنفسهم من أجله. ولاعبو الهلال لديهم رصيد من الخبرات والتجارب ما يجعلهم يعون الدور المطلوب منهم. ولكن ذلك الدور لن يكون ملموساً ومشاهداً في الملعب ما لم يستشعر اللاعبون أهمية المباراة، وأهمية تحقيقهم اللقب الذي لا يبعد عنهم سوى 90 دقيقة فقط.
وقد أثبتت مباراة الرياض أن الهلال فنياً وعناصرياً أفضل من منافسه. الذي لم يكن ليخرج بالتعادل الإيجابي لولا الهفوة التي حدثت من مدافعي الهلال وحارس مرماهم.! ولم يكن ذلك الهدف نتيجة تفوق فني ياباني. وهذا ما يعطي ارتياحاً وثقة أكبر للاعبي الهلال أنهم قادرون على التفوق في اليابان أيضاً. كما أنهم سبق أن فازوا على نفس الفريق 2019 في ملعبه وبين جماهيره بهدفين دون مقابل. وهذه نقطة إيجابية لصالح الروح الهلالية. وإذا كانت الحوافز والدوافع الهلالية للفوز أكبر منها لدى اليابانيين الذين لا يملكون سوى أفضلية الملعب والجمهور، في حين التفوق الفني، وكذلك التاريخي يقف لمصلحة الأزرق السعودي، فإن الهلال بإذن الله أقرب للفوز وتحقيق اللقب الآسيوي ولو بالتعادل (2/2) أو أكثر. أو (1/1) ووصول المباراة إلى أشواط إضافية وركلات ترجيح.
ويبقى دور المدرب القدير رامون دياز مهماً في رسم النهج الفني والخطة المناسبة، ووضع التشكيل الأفضل، مع اختيار اللاعب الأنسب الذي سيحل محل الغائب سالم الدوسري.
كل التوفيق لكبير آسيا بالعودة للوطن رافعاً الكأس ومحققاً آمال محبيه وعشاقه.
زوايا..
** هل يلعب كاريو على حساب ماربجا؟ أو يشارك موسى في مركز رأس الحربة مكان ايغالو؟ أم يستمر نفس الثلاثي الهجومي الأجنبي الذي شارك في الذهاب؟ ومن هو المحلي الذي سيلعب بديلاً عن سالم؟ تساؤلات هلالية ستبقى تدور في أذهان محبي كبير آسيا طوال أسبوع كامل، ولن تتضح إجاباتها إلا ظهر السبت المقبل في سياتاما.
** خلال العشر سنوات الماضية كان سالم الدوسري هو اللاعب الأول في الملاعب السعودية، وقد نضج فنياً خلال السنوات الخمس الماضية بعد تجربته الاحترافية الإسبانية القصيرة. ولكن فكرة الاحترافي مع الكرة لم يتطور مع تطوره الفني. فقد اتضح مقدار اختياره لأوقات ظهوره! وغلب على شخصيته الاهتمام بالمظهر الشكلي أكثر من الاهتمام بالأداء الفني. لذلك فمنجزاته كلاعب أقل بكثير من قدراته الفنية. وكان يستحق الاحتراف الأوروبي منذ وقت مبكر لو كان لديه الطموح والشغف الكروي. ولكنه اكتفى بما يحققه محلياً من منجزات وأموال، ومظهرية! فكان كل ذلك محققاً لطموحه كلاعب.
** بعض الحكام السابقين لا يشفع لهم تاريخهم التحكيمي بأن يكونوا محللي تحكيم إطلاقاً ومن هؤلاء الحكم السابق عمر المهنا. الذي لا يقبل رأيه نهائياً وهو الذي كانت مسيرته التحكيمية مثار جدل دائم، وكان نجاحه مع الصافرة محدودا جداً، و أدائه التحكيمي متواضع للغاية.
** بعد مباراة الوحدة ودع النصر الحكم الأجنبي هذا الموسم إلا إذا طلبه الطرف الآخر.
** خلال مباراة النصر والوحدة كان كريستيانو رونالدو أقل لاعبي النصر عطاءً، وقد حاول بذل الجهد ولكن مردوده الفني كان ضعيفاً. وكان حرياً بمدربه إخراجه بين الشوطين واستبداله بلاعب أفضل. ولكن يبدو أن استبداله صعب للغاية. وانتهت المباراة بخروج الفريق من بطولة الكأس.
** ترشيح مدرب أحد الأندية لتدريب المنتخب أسلوب قديم وعفى عليه الزمن. ويستغله بعض متعصبي الأندية بترشيح مدرب الفريق المناسب المتميز لتدريب المنتخب. ليس حباً للمنتخب ومصلحته ولكن لحرمان النادي المنافس من مدربه المتميز!
** المستويات التي يقدمها اللاعب محمد كنو هذا الموسم لا تعكس إطلاقاً شعوره بالامتنان لناديه وإدارته وجماهيره تجاه ما اقترفه من عمل ورّط ناديه في أزمات ما زال يعاني منها إلى اليوم.
** سلمان الفر ج كابتن الهلال والمنتخب قارب موعد رحيله ووداعه للملاعب. وقد عجلت بنيته الجسمانية الضعيفة من هذا الرحيل. فهو لم يعد قادراً على تحمل الالتحامات مع الخصوم، وأصبحت إصاباته سريعة، وعلاجه بطئ. وهذا حال كل لاعب في مثل عمره (34) سنة.
** من الآخر.. لن يفوز الاتحاد ببطولة الدوري إلا إذا طلب حكاماً أجانب لكل مبارياته القادمة، على أرضه وخارجها.