جواهر الدهيم - «الجزيرة»:
منذ انطلاق فتيلة الحرب في جمهورية السودان وفي 22 إبريل هبت المملكة بوقفتها الإنسانية والتاريخية بإجلاء المواطنين والرعايا العالقين في السودان من مختلف الجنسيات، واستقبلت السفن السعودية بطواقمها، ووقف جنود الوطن البواسل يساعدون القادمين من الركاب واستقبلوهم بالأحضان الدافئة وبالورود والضيافة وبددوا الخوف وزرعوا الأمن في بلد الأمن والخير والسلام، وواصلت مملكتنا الغالية متابعة الإجلاء بأكثر من 24 سفينة تجارية ومدنية واجلاء العالقين لأكثر من 96 دولة من دول العالم، وصلوا ميناء الملك فيصل بجدة حتى الآن، وقد وصلت السفينة أمانة مؤخراً وعلى متنها 5000 شخص، واستقبلت بجهود كبيرة وسواعد فتية وطنية تنظم وتنقل وتستقبل، وصلوا بتوجيهات ومتابعة من خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمين والاهتمام بهم حتى موعد سفرهم إلى بلادهم بأساطيل جوية وأصبحت المملكة بأعمالها محط إعجاب وإشادة دول العالم.
وبهذه المناسبة عبر عدد من المواطنين عن مشاعر الفخر والاعتزاز بما يقوم به قادتنا من دعم ومساندة لأجلاء العالقين.
فقال الدكتور محمد الضاوي/ دكتوراه في إدارة الأعمال: لا جديد يذكر فمن المعروف أن السعودية تلعب دوراً هاماً في دعم جميع دول العالم وتقديم المساعدة في الأوقات الصعبة فهي تعتبر مهداً وعمقاً حيوياً للإنسانية وبدورها الإنساني الكبير والمتميز في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية.
لعلنا شاهدنا في الأيام القلائل الماضية التزامها بإجلاء الرعايا المواطنين والمدنيين من العالقين من جنسيات مختلفة من مشارق الأرض ومغاربها ومشاعرهم الجياشة وكلماتهم الصادقة تجاه هذه المملكة التي ضربت أعلى درجات الكرم وهي المساعدة في قضاء حوائج هؤلاء المعلقين الذين ليس لهم لا حول ولا وقوة ونقلهم وتوفير السكن والحياة الكريمة. وتعكس هذه المساعدات التزام المملكة بالقيم الإنسانية والمبادئ الإنسانية العالمية.
ويعكس هذا الإجراء التزامها بحماية حقوق الرعايا الأجانب وتوفير الدعم والمساعدة لهم في الظروف الطارئة. وتؤكد هذه العملية أيضاً على دور المملكة في تعزيز التعاون الدولي والتضامن الإنساني مع الدول الأخرى في مختلف المجالات بما في ذلك الأمن والسلامة وحماية الحقوق والحريات الأساسية للإنسان. كما تعتبر من الدول التي تولي اهتماماً كبيراً بالجانب الإنساني وتسعى جاهدة لتحسين حياة المجتمعات المحلية ومساعدة الدول الأخرى في الحصول على الدعم اللازم وتشارك بنشاط في الجهود الدولية لتحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة. علاوة على ذلك، فإنها تلعب دوراً هاماً في دعم الجهود الإنسانية والسياسية في السودان وتدعم الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار والسلام وتعمل على تخفيف معاناة المدنيين المتضررين من النزاع والعنف. حفظ الله المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً.
قيادة وشعب نذروا أنفسهم لخدمة البشرية
كما تحدث عن هذه المواقف المشرفة احمد بن فهد الحمدان المشرف على قيصرية الكتاب فيقول: إن ما يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لإجلاء الرعايا السعوديين ورعايا من الجنسيات الأخرى عربية وعالمية من جمهورية السودان على متن طائرات وسفن وكذلك كثير من الدبلوماسيين، يعتبر عملاً إنسانياً بكل ما تحمله من معاني ودلائل واضحة، إن المملكة هي دائماً في الخط الأمامي لخدمة وسلامة الشعوب من منطلق واجباتها التي تتميز بها عن غيرها من الدول، وأصبحت سفارة خادم الحرمين الشريفين في جمهورية السودان قبلة لمن يتطلع إلى النجاة والأمن والسلامة، وهذا ليس بغريب على المملكة وقيادتها الحكيمة فهي محط أنظار الجميع وجميع الأمور لأن مكانتها في نفوس الشعوب والعالم مكانة تليق بها، فهنيئا للشعب السعودي بهذه القيادة وهنيئاً للشعوب بهذه الدولة التي أخذت على عاتقها هذه المسؤولية في خدمة كل من يحتاجها في السراء والضراء فهذه القيادة وهذه الدولة وهذا الشعب الوفي نذروا أنفسهم لإسعاد وخدمة البشرية في جميع المجالات.
لا تذهب إلى دولة ليس فيها سفارة للسعودية
وبهذه المناسبة عبر رئيس تحرير صحيفة سهم الإلكترونية أحمد عزيز بالقول إنه بتوجيهات ودعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز القائد العام لكافة القوات المسلحة وولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز - حفظهما الله- المباشر لعمليات إجلاء المواطنين السعوديين ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من جمهورية السودان إلى المملكة، والتي تمت بكل يسر وسهولة حتى وصولهم بسلام وأمان في وقت جاءت تصريحات من عواصم الدول الكبرى لرعاياها باستحالة الإجلاء في الوقت الحالي ولابد من تأجيلها إلى وقت آخر.
ويحسن بنا أن نُورد قول الشاعر والشعر ديوان العرب:
ولولا احتراق النار فيما جاورت
ما كان عرف نفح طيب العود
تلقفت الأخبار كل وكالات العالم وقنواتها وصحفها عن جهود المملكة بكافة قطاعاتها في استقبال الرعايا في مواقف جميلة منها المُجندة السعودية، والتي احتضنت ذلك الطفل الخائف والناجي من أتون الحرب وأودية الهلاك إلى البلد الأمين في صورة ولا أبهى تُجسّد صورة المواطن السعودي العربي المسلم، والذي ينطلق من عقيدة إسلامية صافية، والتي تحث على مبادئ العدل والإنصاف والجوار. تلك الصور التي رآها العالم، ورأى من خلالها سماحة الدين وعروبة المواطن السعودي الأصيل.
ختامًا. لفت انتباهي وغيري وشعرت بالفخر، وأنا أستمع لمواطن كويتي تَحدث بعفوية عن السعودية بقوله وبصراحة وبدقة متناهية في العبارة: «لا تذهب إلى دولة ليس فيها سفارة للسعودية الحمد لله على نعمة السعودية بعد نعمة الإسلام، ونسأل الله أن يحل السلام في ديار السودان، وكل بلدان العالم.
إنسانية بلا حدود
فيما عبر الدكتور محمد الحلوان مستشار قطاع الطيران بالقول: تعمل المملكة العربية السعودية كعادتها على قيادة الأُصُر الإنسانية والاجتماعية خلال هذه الفترة وفي ظل الصراع داخل السودان الشقيق على تنفيذ عمليات الإجلاء للمواطنين السعوديين وأيضاً إلى جميع الأشخاص العالقين هناك من جميع الجنسيات بكل احترافية واتقان.. حيث حرصت القيادة الرشيدة -حفظها الله- على تسخير كافة الإمكانات وبذل الجهود وذلك لهدف واحد إنساني وأصيل وهو إخراج المواطنين السعوديين وغيرهم من الجنسيات الأخرى من مناطق الصراع الى أرض الأمن والأمان في الأراضي السعودية.
والمملكة عندما تبنت هذه العمليات فقد أتى ذلك من مصدر إنساني بحت لا تريد منه المملكة إلا سلامة مواطنيها ومواطني من ناشد المملكة من الدول الأخرى.
من هنا تُعطي المملكة دروساً في عدة محاور منها أن لا شيء يعلو فوق صوت الإنسانية لذلك تبذل المملكة الغالي والنفيس ولديها احترافية كبيرة في إنقاذ الأشخاص من أراضي الصراع دون النظر إلى عِرق أو دين أو جنسية وهنا يكمن الإحسان.
«إحسان في الإنسانية» هي جملة وُلدت في بلدي المملكة العربية السعودية..
نسأل الله تعالى أن يحفظ مملكتنا الغالية وقادتنا وشعبنا العظيم وأن يحفظ أيضاً السودان الشقيق وشعبه.