«الجزيرة» - الاقتصاد:
أفادت دراسة حديثة أعدتها إحدى الشركات ، المتخصصة في مجال البرمجيات الصناعية، أن 77 % من الشركات كثيفة الأصول في جميع أنحاء الشرق الأوسط ترى التكنولوجيا العصب الأساس للمساعدة في تحقيق أهداف الاستدامة الخاصة بها، مما يجعلها المطلب الأول والأساس لهذه الأعمال بشكل عام.
كما وجدت الدراسة أيضاً احتياجات أخرى لتحقيق الاستدامة، تتمثل في ضرورة وجود «ضريبة على الانبعاثات الكربونية» و إجراء تغييرات في سياسات و قوانين الاستدامة، وهذا ما أكده 34 % من المشاركين.
كان ذلك ضمن النتائج الرئيسية لدراسة أُعدت لاستطلاع آراء صانعي القرار في المنظمات كثيفة الأصول في كل من الإمارات وقطر والسعودية.
تشير نتائج البحث إلى أن الشركات كثيفة الأصول في جميع أنحاء الشرق الأوسط تتوقع من الحكومة والعملاء والمساهمين المساعدة أكثر في تحفيز الدافع نحو الاستدامة. ومع ذلك، ينظر صناع القرار في هذه المنظمات إلى هذه الإغراءات المالية والتنظيمية، إلى جانب ضغوط متزايدة من المساهمين على أنها عنصر مهم، كون التكنولوجيا هي أكبر الداعمين للشركات في تحقيق أهداف الاستدامة الخاصة بها.
كما تدفع الحاجة العالمية الملحة لزيادة الطلب على الموارد جنباً إلى جنب لتقليل الانبعاثات الكربونية بشكل ملحوظ على قادة الصناعة إلى تطوير حلول مبتكرة وجديدة. وهذا ما أكدته نتائج هذه الدراسة من أن أحدث الحلول التقنية المتقدمة ستلعب دوراً رئيسياً في استراتيجيات تقليل الانبعاثات من الأصول الحالية مع تطوير مناهج جديدة تلبي أهداف الاقتصاد الدائري وتحقيق صافي انبعاثات صفرية.
وعند سؤالهم حول تحديد عائق رئيسي تواجهه مؤسساتهم ويمنعهم من تحقيق أهداف الاستدامة خلال السنوات الخمس المقبلة، أجاب 50 %من المشاركين بضرورة تلبية الطلب المتزايد على الموارد الطبيعية، في حين أشار 35% إلى أن نقص الأموال والموارد يحول دون تنفيذ استراتيجيات الاستدامة الداخلية، فهناك حاجة ملحة للحلول البرمجية لإثبات نفسها من خلال زيادة الكفاءة التشغيلية والمالية.
علاوةً على ذلك، تشير الدراسة إلى أن أحدث التقنيات الرقمية ستملك أهمية حاسمة في تمكين الشركات في تحقيق التوازن بين الطلب المتزايد على الموارد الطبيعية والحاجة الماسة لتحقيق أهداف الاستدامة، والذي يعرف اصطلاحاً بمفهوم «التحدي المزدوج» (Dual Challenge).
الأمر الذي أكده 63 % من المديرين التنفيذيين ممن شملهم الاستطلاع أن مؤسساتهم تبني حالياً ثقافة أكثر إبداعاً تركز على مواجهة الضغوط المتزايدة على الموارد دون المساس بأهداف الاستدامة، في حين أشار ما يقارب 59 % منهم إلى أنهم يستثمرون أكثر في الحلول الرقمية.
ولكن مع بدء هذا الاستثمار، قد تكون هناك حاجة إلى تغيير التركيز من الأعمال التجارية كثيفة الأصول. حيث أشار 65 % من المشاركين من أنهم يصنفون الطاقة المتجددة على رأس أولويات الاستثمار لمنظمتهم من حيث الاستدامة على مدى السنوات الخمس المقبلة، في حين يرى 45 % منهم أن الكفاءة في استخدام الطاقة عامل مهم أيضاً.
ومع التوجه المتنامي نحو مصادر الطاقة المتجددة إلى جانب الاعتماد المتزايد على الطاقة الكهربائية، نرى الشركات كثيفة الأصول تستثمر الآن بشكل أكبر في تقنيات مبتكرة تتعلق بعمليات احتجاز الكربون و تخزينه وإعادة استخدامه مع دعم الحلول الرقمية التي تسرّع من الوصول الناجح لاقتصاد الهيدروجين. وتنفيذ هذا سيكون أمراً بالغ الأهمية لمواجهة تداعيات «التحدي المزدوج» وتعزيز الكفاءات مع تحقيق أهداف الاستدامة أيضاً.