مشعل الصخيبر
حُظي التوجيه الذي أصدره ولي العهد رئيس مجلس الوزراء سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه للقيام بحملات أمنية الله لمحاربة المخدرات والقبض على مروجيها ومتعاطيها تشاركه بها عدة جهات أمنية معنية بمحاربة هذه الآفة الخطيرة والسرطان المدمر لخلايا النسيج الاجتماعي وتدمير أفراده حيث كان هناك تفاعل رسمي وشعبي كبير منذ بداية الحملة من أفراد وأسر المجتمع السعودي للقضاء على هذا السم الزعاف لأن الشعب السعودي يعرف ويعي خطورة المخدرات سواء في عملية الترويج لها أو تعاطيها فقد انكوت الكثير من الأسر بنار المخدرات وتبعاتها التي أودعت بعض أفرادها السجون إما بتعاطٍ أو ترويج أو عملية قتل بدم بارد نتيجتها ذهاب العقل بنوع من هذه المخدرات.
لا نغفل عن الدور الذي تقوم به الإدارة العامة لمكافحة المخدرات من ضباط وأفراد ومتعاونين دفعهم حسهم الوطني التعاون مع رجال المكافحة في الداخل من ملاحقة مروجي تلك الآفة الخطيرة والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة ومحاولة جعلهم أعضاء فاعلين في المجتمع من خلال البرامج التي تقام داخل الإصلاحيات من رجال المكافحة بالتنسيق مع الإدارة العامة للسجون, فالجهات المعنية الداخلية أو على المنافذ البرية التي نرى جهودها بين الفينة والأخرى من القبض على شاحنات تحمل الكميات الكبيرة من المخدرات التي تحاول تلك العصابات إدخالها السعودية للإضرار بالمجتمع السعودي لكن رجال مصلحة الجمارك لهم بالمرصاد والذين لا تنطلي عليه طرق وأساليب مروجي المخدرات الذين يضعون الكميات الكبيرة من المخدرات في المواد الغذائية والخضروات والفواكه وأماكن يصعب معرفتها, لكن التدريب والتأهيل واليقظة لرجال مصلحة الجمارك حالت دون تمكن تلك العصابات من بث سمومهم وترويجها داخل المملكة العربية السعودية فالجميع أصبح يدرك أن شبابنا مستهدف من قبل عصابات الترويج في الداخل والخارج للمخدرات بأنواعها سواء حشيش أو كبتاجون أو الشبو الذي انتشر في الآونة الأخيرة والذي يعد الأخطر من نوع المخدرات والذي يدفع متعاطيه للقيام بعمليات قتل لأسرته أو جلسائه ممن هم على شاكلته دون وعي لما يفعله, فرجال الأمن كانوا ولا يزالون وسوف يستمرون بعون الله وتوفيقه بالضرب بيد من حديد ضد من يسعى لتدمير شبابنا وبث سمومه, فالأسر الذين لديهم أفراد وقعوا في المخدرات حتماً سيعيشون الرعب والخوف والهلع من ابنهم الذي يشكل خطراً عليهم, أتمنى من كل مواطن ومقيم على ثراء هذا الوطن الغالي أن يدرك أهمية التعاون مع الجهات المعنية لمحاربة المخدرات والقضاء عليها وعلى رأسهم الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالتعاون معهم وتبليغهم عن المروجين والمتعاطين فعلى الأب والأم والأخ والأخت الإبلاغ عن أي فرد من أفراد أسرهم إذا لوحظت عليه علامات التعاطي لحماية الأسرة من خطره لأن المتعاطين قنابل موقوتة داخل المنازل لا يعرف متى تنفجر تلك القنبلة التي ربما يكون ضحيتها الأسرة بالكامل أو أحد أفرادها فقد سمعنا وشاهدنا من خلال الأخبار الرسمية أو المواقع الإخبارية قيام بعض من تعاطوا مادة «الشبو» من قتل أسرهم بالكامل وهذا يشير بأننا أمام خطر كبير ومعضلة يجب التكاتف لتطهير المجتمع منها فهناك عدة جهات حكوية ومؤسسات يجب عليها القيام بحملات توعوية بخطر المخدرات تتمثل بإدارات التعليم التي عليها دور كبير لتنبيه الطلاب والطالبات عن هذه الآفة والخطر الداهم كذلك إمام المسجد وخطيب الجمعة فالجميع يجب عليه التكاتف لمحاربة المخدرات بكافة أنواعها وتبيين خطرها للقضاء عليها وعلى مروجيها ومتعاطيها لتطهير المجتمع وجعل متعاطيها يعود أصحاء فاعلين لهم دور كبير في المجتمع فالدولة وفقها لم تألوا جهداً لمحاربة المخدرات وفتح المراكز والمستشفيات لكل من أراد التعافي من المخدرات بكل سرية تامة من توفير أسرة لتنويم وأدوية في تلك المصحات الخاصة لمحاربة المخدرات فعلى الشاب الذي ابتلي بتعاطي المخدرات أو الفتاة التي ابتليت وأدمنت على تعاطي أي نوع من المخدرات الذهاب لتلك المستشفيات وسوف يجدون أطباءً ومختصين نفسيين يساعدونهم على التخلص والتعافي من الإدمان من خلال الأدوية والجلسات والخطط التي توضع لهم للتشافي من الإدمان.
الخطأ ليس الوقوع في الخطأ نفسه ولكن الخطأ الاستمرار على الخطأ فلقد شاهدنا الكثير من الحالات التي تعافت من المخدرات بسبب تلك المستشفيات وعادوا لأسرهم سواء شباب أو أرباب أسر وأصبحوا فاعلين في مجتمعاتهم وأصبح لديهم رسالة توعية في التحذير من آفة المخدرات لأن لهم تجارب سابقة حفظ الله الوطن وشبابه من تلك السموم الخطيرة, هناك قرارات صارمة وقوية على خلاف سابقتها في التعامل من يتم القبض عليهم سواء موزعين أو متعاطين بأن العقوبات أصبحت أكثر صرامة تتمثل في عدم إطلاق سراح من يتم القبض عليه حتى لو كانت الضبطيات قليلة فقد انتهى زمن الكفالة وحل بدلاً منه زمن المحاسبة الرسالة التي يجب أن يعيها كل متعاطٍ أو مروج لأن السجن مكانه والمحاسبة تنتظره وهناك توجه مع بداية السنة الهجرية الجديدة 1445 سوف يكون هناك تحليل عن المخدرات لموظفي الدولة من مدنيين وعسكريين تحية إجلال لرجال مكافحة المخدرات في الداخل الذين يقدمون أرواحهم فداءً للقضاء على المخدرات من خلال مواجهة تلك العصابات والوصول لهم في أماكن تواجدهم وضبطهم وكذلك تحية إجلال وتقدير لرجال مصلحة الجمارك على الحدود الذين يقفون سداً منيعاً ضد دخول أي كمية من المخدرات لبلادنا.