عبده الأسمري
ما بين دوافع أولى ومنافع مثلى أرست «طموح» التفوق ومن بصائر الذات إلى مصائر الإثبات أقامت «صروح» التميز واعتلت «منصات» الأولوية بوقع «التخطيط» وواقع «التنفيذ».
انطلقت خطواتها من عمق «اليقين» إلى أفق «التمكين» رافعة راية «الجدارة» ومترافعة عن غاية «الصدارة» حتى ملأت منصات «العالمية» بوسائل «الاعتبار» ودلائل «الاقتدار» لتحصد «ثمار» الأولويات باسم الوطن وتجيد «استثمار» القدرات بمقام النفس.
مضت في دروب «الأمنيات» بوثبات واثقة تجاوزت بها عقبات «الزمن» ونالت بها «هبات» التتويج فأشبعت «الغرور» المعرفي بمضامين «الجدية» التي وفرت لها «السرور» الذاتي في تحقيق «الأهداف» وتوثيق «المنجزات».
إنها مديرة الإدارة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة السياحة العالمية- التابعة للأمم المتحدة بسمة عبد العزيز الميمان إحدى أبرز القياديات والمؤثرات السعوديات على خارطة الوطن والعالم.
بوجه دائري تعلوه ابتسامة الرضا واستدامة البهجة وملامح قصيمية بحكم الأصول ومطامح مهنية باحتكام الفصول مع أناقة وطنية وحجاب عامر بالاحتشام يعكس «التربية» ويؤصل التنشئة وطلة زاهية بطيب التعامل وباهية بنبل المقاصد مع تقاسيم «نجدية» تتشابه مع والدها وتتكامل مع أخوالها وكاريزما تنبع بأدب عامر وتهذيب غامر وصوت محفوف بلهجة نجدية عميقة ولغة رسمية متعمقة تتوارد منه توجيهات القرار وموجهات التوجيه واعتبارات الشور وعبارات خليطة من اللغة العربية الفصيحة والإنجليزية الحصيفة المنطلقة من «مخزون» لغوي تؤكده «فصاحة» اللسان وحصافة «البيان» قضت الميمان من عمرها سنين وهي تهدي للسياحة «بشائر» العالمية وتقدم للوطن «تباشير» التنافسية وتكتب على صفحات المجد بقلم أخضر «استمدت مداده من عائلة» ثرية بالفكر واقتبست سداده من «أسرة» جديرة بالذكر حتى وضعت بصماتها على «المشاهد» العالمية وأضاءت سيرتها في «متون» الانفراد محلياً وخليجياً متخطية «خطوط» السبق بأنفاس الإصرار ونفائس الانتصار لتبقى حديثاً نموذجياً للمهارة وحدثاً انفرادياً للمكانة.
في مدينة بورتلاند بولاية اريغون الأمريكية ولدت بسمة في مساء شتوي ملأ أرجاء المدينة الحالمة بالفرح والسرور وتبادلت العائلات السعودية المقيمة بالولاية الخبر الميمون بوابل من التهاني والتبريكات وتفتحت عيناها على طلة باهية لوالدها «الضابط» الأكاديمي الذي كان يودعها صبيحة كل يوم لمتابعة دراساته العليا ومكثت طفلة في حجر والدتها الحانية المتفانية خاضعة لدروس العطف ومناهج الحنان والدلال المتزن.
وظلت ترقب عودة والدها كل يوم لتمطر مساءه بعفوية القول وجهورية الفضول منهية ليلها بطباعة قبلتين على جبين والديها في دلائل «بر» فاخرة تحولت إلى «تعلق» كبير جعلها رفيقة أبيها في كل سفرياتها ودراساتها لاحقاً مستغنية في رفقته المستديمة عن كل تصاريح السفر.
محطات متعددة قضتها الميمان في طفولتها متنقلة ما بين أمريكا والأردن وباكستان والسعودية بحكم عمل والدها العسكري والأكاديمي والدبلوماسي وظلت تنهل من معين والدتها حصة الطاسان المتخرجة من معهد العاصمة النموذجي والتي كانت لها بمثابة الأم والصديقة والأخت كونها البنت الوحيدة في الأسرة بين عدة أشقاء
درست وتخرجت الميمان من مدارس الرياض الأهلية والمدرسة الأمريكية الدولية في إسلام أباد والتحقت بجامعة الملك سعود ونالت درجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي واللّغويّات ثم حصلت على شهادات متخصصة ومتقدمة في العلاقات الدولية والقانون الدولي والشؤون الاقتصادية والدبلوماسية من معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية.
ولأنها مسكونة بالطموح والتميز أكملت الميمان دراستها وحصدت درجة الماجستير في إدارة الأعمال MBA مع مرتبة الشرف من جامعة الفيصل في الرياض، وبتعاون مشترك مع جامعة أوكسفورد البريطانية حيث درست ريادة الأعمال والقضايا الإدارية المقارنة.
تعد الميمان أحد مؤسسي السياحة في السعودية، حيث عملت مديرة لإدارة اللجان والمنظمات الدولية في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني مع مهامها كضابط الاتصال والمسؤولة عن ملف علاقة المملكة بالمنظمة. واكتسبت خبرة لأكثر من 20 عاماً ركزت وأسهمت فيها على تطوير وتعزيز علاقات المملكة مع المنظمات الدوليّة المرتبطة بأعمال الهيئة كالبنك الدولي، واليونسكو، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وغيرها، بالإضافة إلى شركاء المملكة الدوليين في مجال السياحة والتراث والآثار والمتاحف والتراث العمراني. وقد تعينت كعضو مجلس إدارة المؤسسة الدولية للسياحة المستدامة والحد من الفقر ST-EP عن إقليم الشرق الأوسط، وعضو مؤسس -عن إقليم الشرق الأوسط- في لجنة البرامج والميزانية- التابعة للمجلس التنفيذي في المنظمة.
وفي انعقاد الجمعية العامة (22) للمنظمة في الصين، تم اختيارها في منصب نائب رئيس اللجنة المتخصصة بإعداد المشروع النهائي لاتفاقية منظمة السياحة العالمية الإطارية لآداب السياحة، المعنية بأول ميثاق دولي للسياحة في الأمم المتحدة.
تمكنت الميمان من تسجيل إنجازات فريدة. حيث حققت السعودية تحت إدارتها لملف العلاقة بالمنظمة سجلاً تاريخياً في أكاديمية منظمة السياحة العالمية (مؤسسة تيميس سابقاً)، وذلك عبر تحقيق رقماً قياسياً من الأنشطة التعليمية والتدريبية هو الأعلى بين جميع الدول الأعضاء. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت الميمان بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية في إجراء دراسات وطنية متعلقة بالسياحة. وتعينت في 2018 في «منصب» مديرة الإدارة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة السياحة العالمية- التابعة للأمم المتحدة كأول مسؤول خليجي - على مستوى الرجال والنساء - ضمن قيادات المنظمة وأول سيدة في هذا المنصب.
صنفت مجلة «فوربس» الشرق الأوسط، الميمان، في المرتبة الـ13 ضمن أقوى 100 امرأة عربية لعام 2020 والوحيدة من قطاع السياحة في المنطقة، كما صنفتها في المرتبة الـ15 ضمن أقوى 50 امرأة في الشرق الأوسط لعام 2022 والوحيدة من قطاع السياحة في المنطقة، وفي المرتبة الـ20 ضمن أقوى قادة السياحة والسفر في الشرق الأوسط في نفس العام من بين رؤساء مجلس إدارة شركات الطيران في المنطقة لتسجل لنفسها موقعاً مهماً في هذا التصنيف العريق، بعد ذلك تكرر اسمها في قائمة عام 2023 ضمن أقوى سيدات الأعمال في المنطقة.
وفي نوفمبر 2022، اختيرت الميمان سفيرة للسياحة من قبل جوائز السفر العربية تقديراً لجهودها وإسهاماتها في رفع مستوى السياحة العربية لتحقيق التنمية الاقتصادية والمستدامة في منطقة الشرق الأوسط، والعمل مع حكومات المنطقة للتعافي من تبعات جائحة كورونا. وهي بذلك أول شخصية عربية وأول امرأة بين الجنسيات الأخرى التي تنال هذا اللقب.
وتوالت نجاحاتها حيث تم تحت إدارتها افتتاح أول مكتب إقليمي لمنظمة السياحة العالمية لمنطقة الشرق الأوسط بالرياض وهي الممثل الدائم لمنظمة السياحة العالمية في اجتماعات المجلس الوزاري العربي للسياحة بجامعة الدول العربية. وتعد الميمان، من أصغر الرؤساء التنفيذيين سنّاً في السعوديّة وفقاً للبنك الدولي. وقد اختارتها إحدى الشركات التعليمية المرموقة لتكون إحدى الشخصيات التي تدرس في مناهج اللغة الإنجليزية نظير ما قدمته من سيرة مميزة ومسيرة منفردة في مجال العلم والعمل
بسمة الميمان.. سفيرة السياحة وخبيرة القيادة التي تجللت بهوية وطنية وتكللت بهيئة مهنية عبرت بها «خطوط» النهايات بروح «الفائزة» وبوح «المنجزة» حتى بات اسمها ثابتاً في قوائم «البارعات» ومثبتاً في محافل» النابغات».