صيغة الشمري
بدأنا نلمس انتشاراً لآفة لا تقل خطورة وتهديداً لوجودنا عن الإرهاب، إنها المخدرات، التي تستهدف شبابنا في وقت الوطن فيه أحوج ما يكون لطاقاتهم وحيويتهم وعقولهم النشطة.. ولأن التاريخ خير معلم، فإن المخدرات لطالما كانت حصان طروادة الذي يتسلل من خلاله أعداء الوطن، عبر ضرب المجتمع في مقتل، بتغييب الشباب عن واقعه وتحييده عن عملية البناء والتطوير، فيستدرج إلى مستنقع التعاطي ويستدرج الوطن إلى التهلكة لا قدر الله
من هنا تكمن أهمية الحملة الأمنية لمكافحة المخدرات التي يشرف عليها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وانطلقت في الأول من شوال، وتهدف إلى إنهاء هذه الظاهرة الخطيرة التي قد تعيق خطط القيادة بالانتقال بالمملكة إلى عصر النهضة والريادة والتفوق وصدارة الأمم.
من يطلع على تفاصيل الحملة يدرك النية للقضاء على هذه الآفة واجتثاثها عبر تشديد العقوبة ومحاصرة كل العابثين بأنفسهم وبالمجتمع. إذ لا تساهل بعد اليوم، وكل من يرتبط بقضية مخدرات تجارة أو توزيع أو تعاطي سيكون هدفاً للحملة، ومن يضبط في مكان مخصص لغايات التعاطي فلن يفلت من العقاب هو الآخر حتى لو لم يكن متعاطياً، لذا على أبنائنا وذويهم انتقاء الأصدقاء والابتعاد عن رفاق السوء بل والتبليغ عنهم دون تردد ففي ذلك خير لهم وللمجتمع.
ولا يمكن للحملة أن تحقق أهدافها دون منح الجهات المختصة مثل رجال مكافحة المخدرات صلاحيات استثنائية تسهل عملهم وتوفر لهم الإمكانيات اللازمة وتسخير القوانين والتعليمات والأنظمة كي لا تتعارض مع جهود مكافحة المخدرات وهو ما حدث بالفعل وسيكون لهذه الإجراءات الأثر الكبير في محاصرة الظاهرة والقضاء عليها
كما أن إشراف سمو ولي العهد على الحملة ومتابعة نتائجها يعد ضمانة ووعيداً، ضمانة بالحزم والجدية والاستمرارية، ووعيداً للضالين بأنهم لن ينعموا بالراحة وسيلاحقون ويحاصرون حتى تتطهر البلاد منهم ومن شرهم ومن الوباء الذي ينشرونه.
أقول إن على السعوديين ومن تحملهم أرض المملكة المساهمة في هذه الحملة الوطنية الأضخم في تاريخ البلاد، لأمن وطنك وسلامة أسرتك ومجتمعك بلغ عن مهربي ومروجي المخدرات كي نتخلص جميعاً من عدو يتربص بنا وبأبنائنا ويستنزف ثروتنا البشرية وعقولنا، فأكثر ما يخيف الأعداء هي العقول اليقظة والقلوب المتعافية السليمة، فلا تكونوا الحلقة الأضعف للوطن فيتسلل منها الوباء ويقضي على حلم حوله ولي العهد إلى حقيقة ستنقلنا إلى مصاف الدول العظمى.