دهام بن عواد الدهام
فجعت الجوف في ثاني أيام عيد الفطر المبارك لهذا العام1444هـ برحيل الأستاذ الكبير إبراهيم الخليف السطام, هذا الرجل أحد قامات الجوف الحديث وأحد صناع الحركة التعليمية بالمنطقة, وضع بصمته في كثير من الحياة المدنية والإدارية بالمنطقة ابتداءً من .. مدرس - مدير مدرسة - مفتش إداري - مدير التعليم بالجوف - رئيس بلدية الجوف - مدير عام الشؤون البلدية والقروية بالمنطقة الشمالية - ثم مدير عام لشركة الجوف للتنمية الزراعية ـ رحمه الله رحمة واسعة.
حين يذكر أبو خالد تذكر السيرة العطرة على المستوى الرسمي والاجتماعي دوّن إنتاجه الأدبي في مؤلفات تحكي جزءاً من المنطقة مثل كتاب مسيرة التعليم بالجوف, وكتاب منطقة الجوف أرض التاريخ والحضارات في شمال المملكة العربية السعودية، من يعرف أبو خالد عن قرب أو بعد يذكر له الخصال الحميدة في التعامل مع الناس ودأبه المستمر لخدمة المنطقة في كافة مراحل التنمية التي عاشها وعاصرها بنفس الوقت.آخر لقائي به تقريباً منذ عام وقد كان يتحدث عن طموح وأمل تنهض بالمنطقة كمركز للإنتاج وخاصة الإنتاج الزراعي منه، تحدثت معه عن شجرة الحلوة كيف يهدر معظم إنتاجها بأيدي عمالة وافدة أصبح المزارعون ضحايا اليد العاملة الأجنبية لعدم وجود الفرص الجيدة للتسويق سواء التصدير أو التصنيع, وكان يأمل ويتطلع إلى وجود أي كيان يخدم الزراعة بمنطقة الجوف سواء على مستوى الدعم الزراعي أو على مستوى الاستفادة من الإنتاج الزراعي المتوافرة وبشكل اقتصادي جيد, لكن هذا الإنتاج يفشل بتكوين منظومة اقتصادية ذات منفعة عالية للمنطقة وكيف كان يرى أن أغلب الإنتاج الزراعي للمزارعين المستقلين محدود في جوانب التصدير باستثناء ما تقوم به الشركات الكبرى التي تهتم بزراعة الزيتون أو الأشجار الحمضية والفواكه والأعلاف والحبوب التي بسطت مساحتها الشاسعة في منطقة بسيطا, ومع كل هذا النجاح لهذه الشركات غابت الاستفادة من هذه الإمكانيات في تعميمها على المنتج الزراعي في المنطقة ككل.
مع كل هذه الآمال كان يشعر برضا تام عما وصلت إليه المنطقة من تطور وتنمية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو الأمير محمد ولي العهد حفظهم الله خاصة ما يتعلق في المشاريع الحيوية التي تسهم في تنمية المنطقة بشكل أساسي مثل الطرق ومشاريع الطاقة.
الأستاذ إبراهيم السطام تنعيه كل زوايا المدارس في المنطقة ويشهد له بحسن الخلق ورجل الدولة والمجتمع الذي يجمع بين الصفات الحميدة الأصيلة, وتواصله مع كافة أطياف المجتمع الثقافي والاجتماعي في المنطقة, وكم كانت صدمة للناس حين سماع خبر انتقاله إلى الرفيق الأعلى وهم شهود الله في الأرض, كم كانت جنازته مهيبة تعكس حب الناس لهذه القامة التي ترجلت وفي النهاية هو أمر مقدور محتوم، ما كان يحزن أكثر أن هذا الرحيل كان في يوم عيد تتضارب فيه المشاعر بين تعزية وتهنئة ودعواتنا إلى الله أن يسكنه فسيح جناته ويجمعنا به ووالدينا وأمواتنا في جنات النعيم.
قبل الختام أتمنى من الجهات ذات العلاقة مثل وزارة الثقافة أو النادي الأدبي بالجوف الإعداد الجيد لندوة تخلد أعماله الجليلة كأحد رجالات خدموا وطنهم وقيادتهم بكل الحب والإخلاص وتبقى في ذاكرة ومستقبل الأجيال.
** **
- سفير