رمضان جريدي العنزي
لا تهتم بالعلاقات الاجتماعية الرخوة، لا ترهق نفسك من أجلها ولا تتعب ولا تركض نحوها، اجتنبها كونها علاقات اجتماعية سامة تدمر حياتك وتأخذها نحو العتمة والظلام، تخلص من هذه العلاقات فوراً، لا تخدعك الكلمات المعسولة الصادرة من أفواه جائعة للبهت والدجل والزيف والنفاق، اجعل تجاربك الطويلة مع الناس درساً لحياة جديدة مغايرة، تمنح نفسك من خلالها المساحة الكافية من الاهتمام والاعتناء والتقدير، غيّر حياتك نحو الأفضل، فالتغيير والتبديل يمنحك نسائم جديدة تنتشلك من السبخ والوحل الاجتماعي، حياتك فرصة واحدة فاجعلها رحلة جميلة، لهذا أعد ترتيبها من جديد وفق أسس متينة من الفهم والاستيعاب، نعم غيّر حياتك باحتراف تام، وبدلها نحو الأحلى والأجمل والأنقى، بعيداً عن زيف المجاملات الاجتماعية والنفاق والتلون والمظاهر الكاذبة، لا تتظاهر أبداً بأن تكون شخصاً آخر، كن كما أنت وليس غيرك، آمن بنفسك وثق بها، واعلم بأن من تدثر بلباس غيره تعثر، ومن قلد غيره تاه، كن واضحاً وجلياً، ولا تعش المفارقات، لا تكن إمعة ولا درويشاً، في آن تبكي مع الباكين، وتضحك مع الضاحكين، لا تمش في حلقات مفرغة، ولا دروب ضيقة، ولا دهاليز معتمة، كن غنياً بالنبل والإيثار ونكران الذات، اردم الثغرات والفجوات التي تصادفها حتى لا تضر الآخرين، احرص على مجالسة رجال الحكمة والتجربة والعطاء، وابتعد كثيراً عن المتلونين، الذين في كل واد يهيمون، وفي كل مجلس يتغيرون، ولهم أكثر من وجه ولون، اجعل من كلماتك التي تتفوه بها تخرج من القلب وتشق طريقها إلى القلوب دون أن يعيقها عائق، قل الصدق وإن كان مراً وقاسياً، ابتعد كثيراً عن قلقلة اللسان، حيث لا قيمة لكلمات ينطق بها اللسان ولا يعيشها الوجدان، ابتهل إلى الله كثيراً، وتضرَّع إليه طويلاً عبر عملية واعية يشترك فيها القلب والعقل، ابتعد نهائياً عن زبانية السوء، وأفواه التملق، ومجتمعات الخراب، اجعل أكبر كنوزك العلاقات الاجتماعية الحسنة، والسيرة الحميدة، وابتعد على الوجه المطلق عن حالات التذبذب والانقلاب، كن وقوراً تفرض الاحترام في كل مكان تأتي إليه، لا تمارس الجحود والنكران، ولا تأخذك العزة بالإثم، اعتبر من القصص في الحياة، واعلم بأن الحياة دولاب، لا تستقيم على الحال، تصبح في حال، وتمسي على حال، استقم ثم استقم ثم استقم، فالاستقامة تبعدك عن فرائس الشيطان، ونتائج الخسران، وصداقة البهتان.