يحتفل العالم باليوم العالمي للكتاب في الثالث والعشرين من أبريل من كل عام، وهذا اليوم يعتبر فرصة لمعرفة أهمية الكتب في حياتنا. فالكتاب هو واحد من أهم وسائل الإفادة والتعلم، فهو يمثل جسراً بين الماضي والحاضر، يحمل تراثاً ثقافياً ومعرفياً يمكن من خلاله استكشاف العوالم الجديدة وفهمها.
فهو المعلم الخالد، الذي يساعدنا في تطوير مخيلتنا وفهم العالم من حولنا ويمثل ثروة لا تقدر بثمن. فهو يحمل في طياته خبرات إنسانية وثقافية، ويساعدنا على فهم العالم بشكل أوسع وأعمق. ويمكن للكتاب أن يكون وسيلة للترفيه والاسترخاء، فعندما نقرأ كتاباً ممتعاً، يتحرر العقل من التوتر والقلق.
إحصائيات عن قراءة الكتب في الوطن العربي:
وفقًا لتقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) عن النشر في الوطن العربي، فإن عدد الكتب التي نُشِرَت في الوطن العربي خلال عام 2019 كان 117،000 كتاب، وهذا يشير إلى أن هناك كمية كبيرة من الكتب المتاحة للقراءة والاستفادة منها في الوطن العربي. وفي تقرير صادر عن مؤسسة «Arab Reading Index»، فإن معدل القراءة في الوطن العربي يعد متدنيًا، حيث يُقَرَّأ الأفراد في المتوسط 2 كتاب في السنة الواحدة، خاصة إذا ما قورن في بقية الدول العالمية التي تتمتع بمستويات عالية من القراءة. وفقًا لتقرير صادر عن مؤسسة «World Culture Score»، فإن الدول الأكثر قراءة في العالم هي الهند وتايلاند والصين وإيران وفرنسا. ويشير التقرير إلى أن الهند هي الدولة الأكثر قراءة في العالم، حيث يقرأ المواطن الهندي متوسط 11 كتاباً سنويًا.
وفيما يتعلق بصناعة الكتاب في الوطن العربي، فإنها تشهد نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث تشهد الأسواق العربية إصدارات جديدة وبشكل مستمر، وتتميز بتنوع واسع في الموضوعات التي تغطيها. وعلى الرغم من وجود عدد كبير من الناشرين والمؤلفين العرب، إلا أن القارئ العربي لا يميل بشكل كبير للأدب العربي، ولا يعرف الكثير من الكتب المهمة التي صدرت في الوطن العربي. ويرجع السبب الرئيسي في ذلك هو تدهور جودة المحتوى، فرغم وجود أدباء عظام في تاريخ الأدب العربي، إلا أن بعض الكتاب المعاصرين يتميزون بجودة المحتوى المنخفضة، مما يؤدي إلى عدم جذب القراء.
ومن أجل تحفيز المؤلفين الجدد في الوطن العربي والمساهمة في إيجاد بيئة مميزة لإنتاج المحتوى المقروء، فمن الممكن أن نستفيد من نصائح المؤلفين العالميين. فالمؤلفون العالميون يشاركون خبراتهم وأفكارهم ومهاراتهم مع الآخرين، ويقدمون نصائح قيمة للمؤلفين الجدد. وفيما يلي بعض نصائح المؤلفين العالميين للكُتاب الجدد:
1- اقرأ بكثرة: القراءة تساعد في تطوير مهارات الكتابة وتحسين الأسلوب اللغوي.
2- كتابة كل يوم: ينصح المؤلفون العالميون بأن يكتب المؤلف الجديد كل يوم، حتى لو كانت الكتابة لبضع سطور فقط، حيث إن هذا يساعد في تحسين مهارات الكتابة.
3- تحديد الهدف: يساعد في تحديد اتجاه الكتابة وتحسين جودة العمل.
4- التدقيق والمراجعة: يساهم في تحسين جودة العمل وتجنب الأخطاء اللغوية.
5- الصبر والاستمرار: عملية الكتابة تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين، ويجب على المؤلف الجديد أن يستمر في العمل حتى يصل إلى النتائج المرجوة.
ختاماً، الكتاب يلعب دورًا هامًا في حياتنا، فهو يزودنا بالمعرفة والثقافة والترفيه وتطوير الذات، ويساعد في تحسين جودة الحياة. وأن نتذكر بأن الكتابة هي عملية مستمرة ومتواصلة. فعندما نقرأ الكتب ونكتبها، نساهم في بناء مستقبل يسود فيه العلم والمعرفة. فعلى الجميع أن يعطي القراءة والكتابة الاهتمام الذي تستحقه.
** **
- حمد سعد المالك